الصيام... لتحسين الصحّة ومحاربة الأمراض


نشر في 27-08-2011
آخر تحديث 27-08-2011 | 00:01
 د. رباح النجاده للصيام في شهر رمضان المبارك فوائد لا حصر لها، تعود بالصحة والقوة على الجسم بسبب التغيرات التي تطرأ على خلايا الجسم وأنسجته.

يقوم الجسم خلال الصيام بتدريب ذاتي لزيادة قدراته على تحمّل الجوع والعطش مع القيام بجميع الوظائف الفيزيولوجية والأنشطة الحياتية اليومية، ما يتطلّب حدوث تغيرات هرمونية وفيزيولوجيّة في جميع أنسجة الجسم وخلاياه ليتأقلم مع نقص المواد الغذائية ومصادر الطاقة.

يؤكّد الباحثون أن الصوم لمدة أسبوعين يجدّد أنسجة الإنسان في عمر الأربعين بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره. كذلك تُظهر التجارب أن الصوم من 30 الى 40 يوماً يزيد حيوية الجسم بمعدل 5 – 6 % ما يؤدي إلى تجديد الشباب وتأخير الشيخوخة.

التغيّرات التي تحدث في الجسم نتيجة الصيام لساعات عدة هي تغيّرات إيجابية وصحية بالنسبة الى الأشخاص المعافين وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض كثيرة، بل إن الصيام يساعد على تحسّن حالة المريض وقد يكون علاجاً له: «صوموا تصحوا».

مرضى السرطان

للصيام فوائد كثيرة على مرضى السرطان فمن المعروف علمياً أن خلايا الجسم تنقسم باستمرار لتحافظ على حيويتها وسلامتها، فخلايا الدم والجلد والأظفار والشعر والعظام والعضلات كلّها تتجدّد. وقد ثبت علمياً أن تقليل إمداد الجسم بالسعرات الحرارية يبطئ عملية انقسام الخلايا وتكاثرها إذا كان فيها خلل كالخلايا السرطانية ويصلحها.

فالصيام يبطئ عملية انقسام الخلايا الذي يتسبّب في تطوّر مرض السرطان وانتشاره. وبما أن الخلايا السرطانية تحتاج الى كميات كبيرة من السعرات الحرارية فالصيام يبطئ نموّها بشكل كبير. كذلك يقوي الصيام الجهاز المناعي في الجسم فتزداد قدرته على التعرّف إلى الخلايا السرطانية وإبادتها.

نصائح

- استشارة الطبيب قبل الصيام لتأمين صيام آمن.

- الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والغنية بالكولسترول.

- الإكثار من الخضار والفواكه.

- الإكثار من شرب الماء والعصائر الطازجة.

- لا يفضَّل الصيام في الأيام التالية للعلاج الكيماوي.

مرضى القلب

يستطيع هؤلاء الاستفادة من الصيام إذا كانت حالتهم مستقرّة وغير معرّضين للأزمات القلبية، وتنظيم تناول الدواء ما بين الفطور والسحور. فالصيام يقوي القلب ويريحه من المجهود الذي يقوم به. يعمل القلب بصورة أوتوماتيكية مستمرة لا تتوقف ولا تهدأ. لكن خلال فترة الصيام التي تستمر لأكثر من 12 ساعة يخفّض القلب المجهود الذي يقوم به لضخّ الدم الى المعدة، إذ إنه يضخ 10% من كمية الدم التي يدفعها الى الجسم فتذهب الى الجهاز الهضمي لهضم الطعام خلال عملية الهضم. وبما أن لا هضم خلال فترة الصيام يحدث انخفاض كبير في كمية الدم التي يدفعها القلب الى الجهاز الهضمي ما يقلل المجهود عن القلب ويعطيه قدراً أكبر من الراحة. كذلك تقلّ نسبة الدهون التي تصل الى الجسم بواسطة الغذاء فيتحسّن عمل القلب وتزيد كفاءته. وقد أثبتت الدراسات التي قام بها الأطباء في ولاية يوتاه أن الأشخاص الذين يصومون بشكل منتظم يقلّ لديهم التعرّض للأمراض التاجية بنسبة 85%.

بإمكان مرضى الشرايين التاجية والصمامات الذين لا يعانون من أية مضاعفات الصيام بعد استشارة الطبيب المختص. ويُنصح بأن تكون وجباتهم خفيفة وموزّعة على أكثر من وجبتين متفرّقتين كي لا تمتلئ المعدة ويجهد القلب. كذلك يستطيع المرضى المصابون بالذبحة الصدرية الصيام إذا كانت حالتهم مستقرّة بتناول العلاج مرة أو مرتين في اليوم. ولا يُنصح بصيام المرضى المصابين بالذبحة الصدرية غير المستقرة أو الجلطة الحديثة، إذ إن الصيام والامتناع عن شرب الماء يؤديان الى تركيز الدم ورفع نسبة لزوجته. كذلك لا يُنصح بصيام مرضى القلب الذين خضعوا لجراحة خصوصاً خلال الستة أسابيع الأولى من إجرائها.

نصائح

- الاستمرار بتناول الأدوية ما بين الإفطار وقبل الإمساك بانتظام وحسب إرشادات الطبيب المختص.

- تجنّب الإجهاد والعمل الشاق أو العمل في جو حار وقت الصيام.

- عدم تناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار كي لا يجهد القلب.

- الابتعاد عن الأطعمة المالحة والغنية بالدهون والكولسترول.

- توزيع الوجبات الى ثلاث بدلاً من وجبتين.

- الإكثار من النباتات الورقية الخضراء.

- زيت الزيتون والحبوب غير المقشورة والمكسرات والأسماك والطماطم والخضار والفواكه من الأطعمة المفيدة لمرضى القلب عموماً وخلال الصيام خصوصاً لأنها تجمع بين مضادات الأكسدة والفيتامينات والدهون المفيدة التي تقلّل من نسبة الكولسترول الضار( LDL) وتزيد نسبة الكولسترول النافع ( HDL) وتخفّض نسبة الإصابة بأمراض القلب.

مرضى ضغط الدم

لا مانع من صيام هؤلاء إذا كانوا لا يعانون من أمراض أخرى، إذ إن غالبية أدوية الضغط تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم، لذا لا مشكلة من تناولها بين الفطور والسحور بعد استشارة الطبيب المختص.

نصائح

- عدم بذل مجهود كبير خلال الصيام.

- عدم التعرّض لأشعة الشمس والحر الشديد.

- الإكثار من شرب السوائل بعد الإفطار خصوصاً الماء.

- تجنّب الأكلات المالحة والمخللات.

- عدم الإكثار من القهوة والشاي والمياه الغازية.

تأثير الصوم على مرضى النقرس ( داء الملوك )

ينتج هذا المرض من تناول اللحوم الحمراء ما يؤدي الى ترسّب حمض البوليك في المفاصل. لذلك فإن الصيام يريح الجسم ويخلّصه من النفايات والفضلات ما يساعد على العلاج والتخلّص من الآم المفاصل.

مرضى الدم

لا يُنصح للمرضى الذين يعانون من تخثّر بالدم بالصيام لأنه يزيد إمكان حدوث تجلّط في الدم داخل الأوردة والشرايين.

مرضى الفشل الكلوي

المريض الذي يعاني من القصور الكلوي المزمن قد يستفيد من الصيام عن طريق التقليل من تناول البروتينات والأملاح.

مرضى الصرع

يحتاج مريض الصرع الى تناول الأدوية بصورة مستمرة قد تمتد لسنوات طويلة وربما مدى العمر. إذا كان المريض يحتاج الى تناول الدواء مرة أو مرتين في اليوم فذلك لا يمنع الصيام إذ يستطيع تناول الدواء ما بين الفطور والإمساك وبعد استشارة الطبيب المختص. أما اذا كان يتناول الدواء أكثر من مرتين في اليوم فذلك يجعل الصيام صعباً عليه.

مرضى الجهاز الهضمي

يعالج الصيام الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن، لأن الامتناع عن الأكل والشرب يعطي عضلات الجهاز الهضمي وأغشيته فرصة لأن تقوى وتزيد قدرتها وحيويتها، كذلك يعطيها فرصة للتخلّص من الفضلات المتراكمة. بينما لا يُنصح مرضى القرحة الحادة بالصيام لأنه لا يجب أن تبقى المعدة فارغة فترة طويلة.

نصائح

- الإكثار من السوائل في وجبة الإفطار خصوصاً الدافئة كالشوربة.

- الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والبهارات والمخللات خلال الوجبات.

- تقليل كمية الطعام في الوجبة وزيادة عدد الوجبات.

- المضغ البطيء والجيّد للطعام وعدم ملء المعدة.

- التقليل من شرب القهوه والشاي.

مرضى السمنة

يساعد الصيام الجسم على حرق الدهون والتخلّص من الشحوم، ما يساهم في التخلّص من الوزن الزائد وقيام الجسم بمهامه ووظائفه بصورة أفضل.

مرضى الأمراض النفسية

يتأثر هؤلاء بالصيام بصورة إيجابية. فأثناء الصيام يقلّ معدل السكر بالدم ما يؤدي الى الفتور والسكينة فيشعر الصائم بالطمأنينة والهدوء. الصوم عموماً يساعد في التغلّب على المشاعر السلبية.

أمراض العيون

يؤثر الصيام بشكل إيجابي على بعض أمراض العيون ويساعد على تحسّنها كالغلوكوما المزمنة البسيطة. إذ يؤدي الى مقاومة هذا المرض بانخفاض معدّل إفراز السائل المائي الذي يؤدي بدوره الى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهو المفعول نفسه الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفّضة لضغط العين الداخلي.

back to top