فتوة المواصلات... وخسارة التأمينات
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
حتى مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي كنا نفتخر بها خسرناها كنموذج إداري وخدمي متطور، إذ تسير على الدرب نفسه، وأصبح يومها بعشرة أيام، والمعاملات الورقية فيها بلا نهاية، وأرباب البيروقراطية العرب يعيثون فيها تعقيداً حتى أنهم بعد تسوية معاش متقاعد يراسلون مقر عمله مرة أخرى ليعرفوا أسماء أبنائه الذين تصرف لهم علاوات... إذن كيف سويتم معاشه أصلاً وصرفتم له راتباً تقاعدياً؟!... وهذا الجهاز الحكومي المترهل والفاسد والمتسلط لم يرحم حتى المعاقين فأي معاملة خاصة بهم في هيئة شؤون ذوي الإعاقة لا تقل فترة إنجازها بين لجانه المختلفة عن أربعة أشهر!... فضلاً عما يشهده المراجع من معاناة في وزارة التجارة وبلدية الكويت وهيئة الصناعة عند إصدار الرخص التجارية في بلد يريد أن يتحول إلى مركز مالي واقتصادي.لذلك فإن الحديث عن قدرة الدولة على الإصلاح والتنمية ومواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية في ظل جهاز الدولة الإداري الحالي هو ضرب من الخيال، ويجب أن يسبق كل ذلك لجنة كبرى بصلاحيات واسعة للإصلاح الإداري وغربلة الجهاز الإداري مهما كلف الأمر من جهود وتضحيات، وبدون ذلك فإن الأمل في تحقيق طفرة من الإنجازات في البلد هو حديث التمنيات والأوهام.