كان الرئيس السوري بشار الأسد قد هدد قبل بضعة أيام بأنه سيقلب الأرض سافلها أعلاها، وأنه سيغرق المنطقة بحرب إقليمية مدمرة خلال 6 ساعات إن هو شعر بخطر حقيقي يهدد حكمه، والآن وقد بدأت سماء المنطقة تتلبد بغيوم عاصفة سوداء، فهل تنفيذ هذه التهديدات قد اقترب، وان الشرق الأوسط سيشهد مواجهة جديدة قد تكون أخطر وأكثر اتساعاً من كل المواجهات السابقة...؟!
من المفترض أن تنسحب الجيوش الأميركية من العراق، باستثناء مجموعات التدريب التي تم الاتفاق عليها في نهايات الشهر المقبل، وهذا سيترك فراغاً ستسارع إيران إلى ملئه بوجود عسكري معلن، وعلى غير هيئة فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، وهذا سيضاعف التوترات التي تشهدها المنطقة وسيجعل احتمالات اندلاع حرب إقليمية جديدة مرجحة وفعلية.قبل يومين أطلق محسن رضائي، الذي يعتبر أحد أقوى رموز النظام الإيراني، تصريحات قال فيها إن إيران لن تسمح أن يحدث أي مكروه لسورية و»حزب الله» و»حماس»، وهو اعتبر أن هذا المثلث يشكل خطاً أحمر بالنسبة لطهران، وهنا فإن ما يعطي لهذا الذي قاله أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام وقائد الحرس الثوري السابق أبعاداً جدية، أنه جاء قبل ساعات من تهديدات أطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ردّاً على عمليات حزب العمال التركي الكردستاني الأخيرة، حيث وصف هذا الحزب بأنه «أصبح أداة بيد قوى خارجية تسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في تركيا».وهنا فإن مما لا يحتاج إلى المزيد من حشد الأدلة هو أن أردوغان يقصد بـ»القوى الخارجية التي تسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في تركيا» كلاً من سورية وإيران، وأن محسن رضائي عندما أطلق تهديداته هذه المشار إليها آنفاً كان يقصد تركيا، وذلك لأنه كان يعرف أن نظام الرئيس بشار الأسد الذي انتهى تقاربه مع أنقرة قد عاد لاحتضان حزب العمال التركي الكردستاني بعد قطيعة عام 1998، وأنه باشر باستخدامه بالتنسيق مع طهران لتنفيذ عمليات عبر الحدود العراقية-التركية للرد على ما يعتبره تدخلاً تركياً في شؤون بلاده الداخلية.وهكذا، فإن هذه المنطقة باتت كمن يجلس فوق برميل من البارود قد ينفجر في أي لحظة، فهناك الصراع على العراق الذي سيزداد احتداماً بعد انسحاب القوات الأميركية، وهناك الصراع على سورية الذي هو ذاهب، كما تشير كل التقديرات، إلى مواجهة عسكرية إيرانية-تركية لا محالة، وهناك أيضاً هذه المشكلة التي افتعلها الإيرانيون مع المملكة العربية السعودية، والمقصود هنا هو مخطط اغتيال السفير السعودي في واشنطن الذي اتخذ بعداً دولياً سيزيد حتماً من حالة الاحتقان الشديد التي بات يعيشها الشرق الأوسط والتي عززت توقعات اندلاع حرب جديدة في المنطقة.لا يمكن أن تترك إيران بشار الأسد ليواجه مصير نظامه وحده، حتى إن اقتضى الأمر خوض مواجهة عسكرية مع تركيا، إذْ إن ما قاله محسن رضائي بأن إيران لن تسمح بأن يحدث أي مكروه لسورية و»حماس» و»حزب الله» يعني أن ازدياد الضغط التركي على النظام السوري، على خلفية تصاعد عمليات حزب العمال الكردستاني، سيؤدي بالتأكيد إلى تصعيد إيراني ضد أنقرة، سينتهي حتماً إلى حرب قد تتحول إلى حرب إقليمية، وربما أيضاً إلى حرب دولية.
أخر كلام
هل الحرب على الأبواب!!
22-10-2011