Ad

لم تنس وزارة التربية هدية التلميذ في اليوم العالمي للمعلم، فبعدما أعلن الوزير المليفي "الباي باي" للحقيبة المدرسية واستبدالها بـ"الفلاش ميموري"، سجلت حقيبة الطالب رقماً أولمبياً جديداً في مسابقة حمل الأثقال على مستوى الأطفال، ولهذا نطلب من وزير الصحة أن يشد حيله لاستقبال المزيد من حالات الإصابة بالديسك قريباً!

تحتفل بعض دول العالم باليوم العالمي للمعلم كمناسبة وطنية عامة، ومن أجل عيون المعلم تعلن هذا اليوم عطلة رسمية على مستوى الدولة تقديراً لهذه المهنة المقدسة وللقائمين عليها.

فالمعلم كفرد أو كهيئة مهنية تعتبر بنكا بشريا تودع فيها عقول أكبر شريحة مجتمعية تشمل الفئات العمرية من 4 سنوات إلى 18 سنة، أي ثلاثة أجيال متداخلة لإعدادها وتربيتها وتعليمها وتقديمها للمجتمع على شكل دفعات سنوية متواصلة.

ومهنة التعليم بدءاً بإعداد المعلم، مروراً بالإدارة المدرسية والمناهج التربوية، وانتهاءً بالقيادة التربوية العليا تخضع لعملية تطور مستمرة بحسب متطلبات الحياة، أو تبعاً للمنافسة الشديدة بين النظريات التربوية العالمية لتقديم ما هو أفضل.

ولكن التعليم في الكويت لا يزال، ومنذ منتصف السبعينيات، مجرد حقل تجارب خاضع لاجتهادات فردية أو شبه شللية من قبل قلة من المسؤولين النافذين في وزارة التربية على حساب الاستراتيجية الوطنية البعيدة المدى، في حين يكون المعلم هو الحلقة الأضعف التي تعلق عليها نتائج الفشل وتواجه بالاتهام في مقابل النفخ الإعلامي بالمسؤولين الكبار على مدار الساعة، حيث تقام لهم حفلات التكريم والإشادة بمجرد ترك مناصبهم رغم ما يتركونه من عبء ثقيل وتراكمات قاصمة لظهر من يلحقهم في حمل المسؤولية!

وأما عن الاحتفال باليوم العالمي للمعلم في الكويت فله صوره المميزة أيضاً، ولعل في مقدمته قصة الكادر الذي خلقت منه الحكومة أزمة سياسية وأدارته كحرب أعصاب واتباع سياسة حافة الهاوية معه، وبعناد غير منطقي ذهبت الوزارة إلى أبعد مدى في تجهيز "الدوا قبل الفلعة" والإعلان عن استكمال متطلبات البونص المزعوم، الذي ولد ميتاً أصلاً في هدر واضح للوقت والجهد وحتى على حساب الاستعداد للعام الدراسي الجديد.

ويبدو أن سياسة الانتقام من المعلم بسبب بوادر انتصار الكادر قد بدأت مبكراً، وبشكل يثير الاستغراب أحياناً، ومن صور ذلك تعديل المناهج الدراسية سنوياً، وإرغام المعلم على حضور دورات سريعة وعشوائية مع بدء الدراسة، وتراكم الالتزامات الوظيفية والأسرية خصوصاً للمعلمات، أما المضحك فهو الفلتة الجديدة المتمثلة بقيام معلمات رياض الأطفال في تدريس الرياضيات واللغة الإنكليزية لأطفال في سن الرابعة، بعدما كانت سياسة الوزارة حتى العطلة الصيفية الماضية إلغاء كل صور التقييم والاختبار والرسوب ليس في الرياض بل حتى في الابتدائي!

ومن صور الانتقام من المعلم مضاعفة تكليفه بالخدمات العامة من شؤون المطبخ المدرسي وأعمال الصيانة والترميم في المدارس المتهالكة، وحراسة الطلبة قبل الدوام المدرسي وبعده، واعتبار ذلك جزءا من التقييم العام لمستوى الأداء، في وقت أعلنت الوزارة أمام لجنة التعليم البرلمانية تبنيها تعيين كوادر متفرغة لهذه الخدمات بما في ذلك تسمية مساعدي المدرسين داخل الفصول الدراسية.

ونقولها للأخ الفاضل وزير التربية إن أكبر خلل يساهم في إرباك التعليم والمعلم هو إقرار مثل هذه القرارات الفردية والمفاجئة، وفرضها مع افتتاح المدارس والنقص الحاد في عدد المعلمين أصلاً بعد دخول الدراسة شهرها الثاني، بدلاً من وضع متطلبات تطوير التعليم كرؤية متكاملة والإعلان عنها وإعداد كوادرها بشكل مسبق ووقت كاف.

ولم تنس وزارة التربية هدية التلميذ في اليوم العالمي للمعلم، فبعدما أعلن الوزير المليفي "الباي باي" للحقيبة المدرسية واستبدالها بـ"الفلاش ميموري"، سجلت حقيبة الطالب رقماً أولمبياً جديداً في مسابقة حمل الأثقال على مستوى الأطفال، ولهذا نطلب من وزير الصحة أن يشد حيله لاستقبال المزيد من حالات الإصابة بالديسك قريباً!!