عقار وإلا دمار؟!

قبل ثلاثة أشهر وبالذات في شهر يونيو عزم على بيع منزله لأسباب شتى رغم موقعه الممتاز والمنطقة الراقية والجديدة، والخدمات القريبة منه، موقع فعلا يحسد عليه، إلا أن ظروفه  أرغمته على بيعه بثمن اكتشف فيما بعد أنه زهيد، وذلك لموت العقار وشلل السوق في الوقت الذي باع منزله، والنية معقودة على شراء بيت للاستثمار وأرض يبني عليها بيت العمر بالمبلغ الذي باعه فيه.

فقبل البيع قد أبصر السوق وعلى يقين أن سعر بيته الذي قدر له بإمكانه أن يغطي الخطة التي رسمها لإعالة أسرته وتوفير السكن المناسب لهم، لكن ما حصل أنه بمجرد إتمام البيع وفي ظرف ثلاثة أسابيع من بيعه لمنزله، عصف إعصار بعقار الكويت بالذات فإذا به يعلو السقف ويضرب العداد، ويحطم آمال ذلك الشاب.

فكلما طرق أرضا أو بيتا للاستثمار فإذا بأسعارهما تهدم ما خطط له ويجد نفسه في توهان وضياع، فيتساءل في نفسه: ما السر وراء ارتفاع الأسعار، والقفزة التي قفزها العقار، بحيث أصبح دمارا لكل من تسول نفسه تغيير سكنه؟ وتطوله دهشة بأرض قد قرر في نفسه شراءها، فبمجرد استلامه المبلغ وإذا بها يتضاعف سعرها ثلاثة أضعاف بالرغم من بساطة الموقع، وأنه غير جاذب وفي منطقة نائية.  كما أن من الجنون واللامعقول بلوغ أسعار الأراضي التي لا تبلغ مساحتها مساحة بيته المبيع سعر بيته ذي الموقع والمنطقة، أو يعادل سعرها سعر بيت كامل مبني ومهيأ للسكن، وهذا بالنسبة إلى الأراضي، وأما بالنسبة إلى البيوت فحدث ولا حرج، بيت في موقع بسيط ومنطقة لا تغري يصل سعره إلى أكثر من ربع مليون؟ ما الذي يحدث وما الذي يجري؟!

في حين إذا نظرنا إلى سوق الأوراق المالية والبورصة نجد أن التداولات لا تذكر والحركة فيه ضعيفة مقابل الحركة الهائلة في ارتفاع الأسواق، كما أن البنوك لا "تسلف" القروض لمثل هذه المبالغ من البيوت، فمازال يتساءل: ما السر وراء هذا الارتفاع في أسعار العقار؟

إلى من بيدهم الأمر وإلى المسؤولين أفيدونا أفادكم الله، وإلى أصحاب الاختصاص هلا ناقشتم مثل هذه المشكلة؟ وهل تشرحون لي ما الذي يجري؟ وهل هناك تلاعب في ارتفاع أسعار العقار؟ ومن المستفيد من مثل هذه الزيادة؟ وهل؟ وهل؟

تساؤلات على لسان شخص باع منزله و"توهق"؟!