أردوغان... إلى اليمن دُرْ!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
بعد أن اكتفت تركيا من محاولات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من الغنيمة بالإياب واستدارت نحو الجنوب وجدت نفسها, وكأنها تكتشف المريخ لأول مرة, مضطرة اضطراراً, حتى تأخذ دورها الإقليمي الذي تستحقه في ملعب الشرق الأوسط, أن تكون اللاعب الثالث إلى جانب إيران وإسرائيل على هذا المسرح، وأن عليها حتى تضمن الفوز أن تمسك بالأوراق العربية ورقة بعد ورقة. ولهذا فقد بدأت بالتقرب أكثر من اللزوم من سورية لإبعادها عن إيران خطوة بعد خطوة وبالسياسة الناعمة، وحقيقة أن القيادة السورية, التي فقدت بسبب لبنان والوضع الفلسطيني والتحالف مع دولة الولي الفقيه معظم أوراقها العربية, فهمت دوافع الرغبة التركية فذهبت, بشطارة التاجر الشامي الحذق, مع توجُّهات أردوغان إلى أبعد الحدود لإشعار العرب بأنها قادرة على الاستغناء عنهم ولتعزيز مكانتها أكثر وأكثر لدى العمَّة الكبرى جمهورية إيران الإسلامية.لكن ولأن علاقات الدول مصالح فإن تركيا أردوغان قد سارعت, بمجرد أن بدأت الأرض الاهتزاز تحت أقدام نظام الرئيس بشار الأسد, لالتقاط اللحظة التاريخية مراهنة منها على فتح خيوط اتصال عريضة مع المعارضة السورية، والتحلي بجرأة أكثر, في ضوء هذا الغليان المتصاعد في سورية المجاورة, واتخاذ خطوة شجاعة تمثلت في استضافة أول مؤتمر لهذه المعارضة في مدينة أنطاليا التاريخية الجميلة.ما كان منتظراً بالنسبة لمجموعة «براغماتية» لديها هدف واضح هو استعادة دور تركيا في المنطقة وارتقاء حلبة المنافسة الشرق أوسطية مع إسرائيل وإيران أن تبقى تتمسك بعلاقاتها الناشئة مع هذا النظام السوري الذي بات يقف فوق أرض شديدة الاهتزاز، ولهذا فقد بادرت إلى احتضان المعارضة السورية لتضمن الورقة السورية دعماً لتطلعاتها الإقليمية، وهذا يدلُّ على بُعد نظر، ويؤكد أن العلاقات بين الدول مصالح وليست أشعار غزل ولا رغبات شخصية.