ماذا لو؟ مع الممثّل أحمد العونان
«ماذا لو؟» مع الفنان أحمد العونان واقعية إلى أبعد الحدود، ووضوح ينبع من معرفة عميقة بالوسط الفني والعاملين فيه وبالإنسان عموماً والظروف التي قد تضطره إلى التصرّف بشكل قد يؤذي حيناً وقد يساعد حيناً آخر. باختصار، يؤمن العونان بأن الدنيا دوارة...
لو تركت الفن ماذا ستكون؟ لا أعرف عملاً غير الفن، لكن قد أعمل في متجر لبيع الهواتف. لو قال لك منتج عمل ما «أعتذر منك اكتفينا»، ماذا تجيبه؟ «الله يوفقك»، لأن هذا نصيب ورزق من عند الله تعالى. في الواقع، أتمنى الخير لأصدقائي، خصوصاً أن علاقتي جيّدة بالوسط الفني، وألا أخسر أياً من زملائي. لو قدّمت عملا فنياً وفشل، كيف تكون ردة فعلك؟ أنزعج وأتضايق، لكن بعد المستوى الذي وصلت إليه، لا أوافق على أي عمل إلا بعد تأنٍ فأنا أدرك وضع السوق ومتطلّباته. لو أتى يوم وسبقك الآخرون في أعمالهم وأنت لم تعمل جيداً، ماذا تفعل؟ هي الدنيا هكذا، يوم لك ويوم عليك، يطبّق هذا المثل على الناس كافة وليس على الفنانين فحسب. ثمة فنانون شباب تعلموا على يد فنانين كبار وسطعوا، واليوم يعمل هؤلاء النجوم ضيوفاً مع الفنانين الشباب. بالنسبة إلي، إذا أتى هذا اليوم أقف مع الشباب وأعطيهم فرصة، مثل الفرص التي حصلت عليها في يوم من الأيام. لو حصل خلاف بينك وبين زميل لك في الوسط الفني، كيف تتصرف؟ ليس كل من نتعامل معهم على درجة واحدة، فثمة السيئ والجيد. بالنسبة إلي، أحاول أن أرتقي مع أصدقائي في العمل وخارجه، لكن إذا حصل خلاف أعالج الموضوع، وإن لم أستطع أرسم خطاً بيني وبين الشخص الآخر لا يتجاوزه أحد منا، فنحافظ على الخبز والملح. لو رأيت شخصاً ملقى في الشارع وغارقاً في الدم إثر حادث يطلب منك المساعدة، ماذا تفعل؟ أساعده وأسعفه ولا أتخلى عنه، وإذا حصل له مكروه لا بد من أن يعرف القانون أنني لست المذنب، ولا بد من أن تظهر الحقيقة لا محالة. لو رأيت شخصاً يغرق أمامك، ماذا تفعل؟ في الحقيقة لا أجيد السباحة، لكن في هذا الموقف سأبحث عن منقذ، إذا لم أجده، فالله يكون في العون. لو رأيت منافساً لك في مجالك يخطئ، هل تحاول تنبيهه على خطئه أم تتركه يخطئ؟ أصلح أخطائي وأخطاء زملائي دائماً، ولا أبحث عن منافسات غير شريفة، وأساعدهم بكل استطاعتي. لو نجح دور، لم ترغب بأدائه، بسبب صغر مساحته، وتنازلت عنه لفنان زميل لك، ما يكون شعورك؟ أفرح لصديقي ولا أتضايق، لأنني تركت الدور بإرادتي ولأن زميلي أداه بنجاح. لو طلب منك منتج أو مخرج أداء دور مهمّ بعدما تخلى عنه الممثل الذي يفترض أن يؤديه، وبعد وصولك إلى موقع التصوير تفاجأ به يقول لك: «شكراً فقد حضر صاحب الدور الأساسي»، كيف تتصرّف؟ لا أقبل أن أكون بديلاً عن فنان آخر إلا بعدما أسأل عن السبب الذي دفع الفنان إلى التخلّي عن الدور، أو أتصل به شخصياً تجنباً للوقوع في أي حرج. لكن، إذا اكتشفت أن القصد إحراجي فسأتخذ موقفاً ضد الذي أحرجني. لو أصبحت رئيس نقابة الفنانين، ما القرارات المهمة التي تتخذها؟ أطالب بحقوق الفنانين، أي على أي منتج يودّ إنتاج عمل فني أن يضع قيمة الفنان في النقابة وتتكفّل الأخيرة بالوساطة بين الطرفين للحفاظ على حقوقهما. كذلك، أطالب بإنشاء مدينة إعلامية، وصندوق إعانة للفنانين. لو كنت غنياً وأصبحت فقيراً فجأة، ماذا تفعل؟ قد أُصدم إلى درجة تقضي عليّ، وكما يقال: «الحلال عديل الروح»، فالمال نجنيه بعد صعوبة. لو أردت الزواج من فتاة تحبّها اشترطت عليك اعتزال الفن، ماذا تفعل؟ لا أعتقد أنني أوافق على اعتزال الفن. الزواج توافق بين الطرفين بشروط، وإن لم يتمّ ذلك من الأفضل عدم عقده. لو حكم عليك القاضي بتهمة أنت بريء منها، ما يكون شعورك؟ «ياما في الحبس مظاليم»، لا أعمل شيئاً. لو صادفت أحد المختلّين عقلياً في أحد المصاعد، ماذا تفعل؟ أسايره وأمثّل عليه الجنون، وأجعله عند نزوله يقول عني: «أنا صاحي ركبت مع مجنون». لو ارتكب أحد أصدقائك جريمة كان المقصود منها الدفاع عنك، ماذا تفعل؟ أدافع عنه بصدق، لكن لا أشاركه الجريمة. لو حُكم عليك بالإعدام وسينفَّذ بك صباح الغد، ما أول وصية لك؟ أوصي أهل الكويت بأولادي، وأصدقائي بألا ينسوني. لو طلب منك شخص مالاً لأنه يحتاج إليه وبعد أن تعطيه إياه يسخر منك، ما موقفك؟ أستعيد المال منه، وأقول ربي يسامحه ويعلم ما في نيتي. لو رأيت إنساناً عزيزاً عليك يسرقك أو يخونك، وهو لا يعلم أنك تعرف نيّته، ماذا تفعل؟ أضع بيني وبينه خطاً أحمر ولا أعلمه بأنه أصبح مكشوفاً بالنسبة إلي وأسايره بألاعيبه. لو طلبت منك أن تضع لي سؤالين لو، ماذا تسأل وبماذا تجيب؟ لو أصبحت وزيراً للداخلية؟ أنهي قضية البدون ومعاناتهم وأعطي كل صاحب حقّ حقه. لو أصبحت مليارديراً؟ أنتج أفلاماً سينمائية خليجية وعربية، وهذا حلمي.