كلوي طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، يقول والدها عندما تلقى خبر إعاقتها: كانت كلوي بين يدي تتمتع بصحة وعافية، ورغم انني كنت أشعر بوجود مشكلة لديها إلا أن دخول الطبيب في تلك اللحظة ليقول: إن ابنتكم غير طبيعية ولا نعلم ما الذي تعاني منه جعل العالم كله ينهار من حولي، فعندما تعلم أن وليدك معوق تشعر بالغضب وبالذنب. وكذلك عندما ترى الاختلاف في النمو بين طفلك وأقرانه، فأعط نفسك الوقت لتقبل طفلك وستتعلم كيف تساعده على تطور قدراته وستحبه بشكل مختلف.

Ad

خلال فترة عملي بمركز الطب التطوري، كنت استقبل آباءاً رزقوا بطفل معوق، وكنت أرى في عيونهم خيبة الأمل والحسرة، كانوا محاصرين فكريا بالأسباب الحقيقية لإعاقة وليدهم، ويعيشون في دوامة من المشاعر المتناقضة بين الشعور بالذنب لكونهم سببا في إعاقة طفلهم، أو الإحراج والخجل من الاعتراف بوجود طفل معوق في الأسرة، أو الشعور بقلة الحيلة والخوف والتفكير المستمر بمصيره في المستقبل. وتظل الحيرة في وجوههم كونهم غير قادرين على تغيير إعاقة طفلهم ليصبح طفلا معافى وسليما.

إن حقيقة عدم قدرة الآباء على تغيير إعاقة طفلهم ليصبح سليما من وجهة نظر بيولوجية حقيقة علمية، ولكن من منظور عملية التطهير العاطفي للدكتور الألماني جورج ديو تعتبر خاطئة كون أن عجز الطفل المعوق لا يأتي فقط من الإعاقة الجسدية والعقلية ولكن قد تكون لأسباب نفسية وتنشئة خاطئة.

إنك لن تكون قادرا على مساعدة طفلك إلا في حالة التخلص من موجة المشاعر المتناقضة والأفكار السلبية التي حوصرت بها عند تلقي خبر الإعاقة، فهذه المشاعر والأفكار تجعلك غير قادر على تقبل حقيقة طفلك وتحجب عنك مشاعرك الحقيقية التي من المفروض أن تهبها لطفلك، فبداية المشوار نحو مساعدة طفلك المعاق هو تطهير كل ما يحتويك من أفكار ومشاعر ذنب وقلق تجاه طفلك، ومن ثم البحث عن نوع إعاقته ومستواها والوقوف على كل ما يخصها من دراسات وبحوث طبية وتكنولوجية في محاولة لمساعدة طفلك على التكيف مع إعاقته. إن تقبلك للطفل وإعطاءه حبا غير مشروط بقلب مفتوح يجعلك قادرا على التعرف على احتياجات طفلك المعوق لينمو ويكبر في بيئة زاخرة بالحب والعطاء.

مخلص القول: إن عملية التطهير العاطفي لمشاعرنا تحفز عمليات الذكاء الداخلي في مخ الإنسان فتجعله قادرا على حل أي مشكلة تواجهه دون أي صراع، فاحرص على تنقية مشاعرك وأفكارك اتجاه طفلك المعوق ومن ثم استعن بوسائل البحث من مقالات وبحوث ومواقع الكترونية أو كتب علمية، استعن بالدورات والمجاميع وتحدث عن خبرتك مع طفلك ولا تنس طبيب طفلك المختص ليساعدك على تربية طفلك وتنمية قدراته، عندها فقط ستعرف كم أنت مميز بطفلك المعوق. جورج ديو