بدون إنسانية
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
وبعد عشرين سنة من التشدد وضيق الأفق الحكومي وانسداد السبل بدأ بصيص أمل يظهر في العقلية الحكومية، وأعلنت الحكومة تبنيها من حيث الشكل للتصور الذي كنا قد طرحناه منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد أن تفاقمت المشكلة وأصبحت كلفة حلها أعلى بكثير من ذي قبل. بل إن الأرقام التي أعلنتها الحكومة عمن هم البدون اتضح فيها أن الأغلبية العظمى منهم لم يأتوا بعد الغزو، بل أعلنت الحكومة رسمياً أن 34 ألفاً يستحقون الجنسية، كما أعلنت أن البقية ستتم معاملتهم بصورة إنسانية، وكان من اللافت أن الداخلية بعد أن منعت تظاهراً سلمياً للبدون في تيماء واعتدت على الناس عادت مرة أخرى لتتسامح على مدى ثلاث جمع ويتم التظاهر بجو ودي وسلمي.إلا أن صاحب الطبع لا يتطبع، والذهنية الأمنية أبت إلا أن تكشر عن أنيابها غير الإنسانية دون مبرر وتمنع تظاهراً سلمياً لا يخدش أمن البلاد بأي صورة من الصور، وكان لسان حالنا أو حال تلك العقلية يقول إننا سنتعامل معكم بإنسانية ولكن تحت القهر ولن نجعلكم تشعرون أن مظاهراتكم حققت لكم شيئاً.منطق يمارسه الأطفال في صراعاتهم البسيطة، لكن أن تمارسه حكومة، فهذا لا يعدو عن كونها "بدون" إنسانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.