حرب التصفية تنطلق من أكذوبة الصفقة بين الحكومة وكتلة العمل الوطني «مجموعة الستة ناقص واحد» على خلفية التعيينات المتلاحقة زمنياً والمتباينة فكرياً، ولأن أعنف المهاجمين ينتمون إلى العقلية التي تضع منصب رئيس قسم كشرط لمنح أو حجب الثقة عن وزير، فقد اشتعلت «مناحة» الصفقة في كل وسيلة تعبير ممكنة.
قبل شهرين تقريباً كنت محلقاً فوق الأراضي التركية وأشاهد فيلم The kings Speech، وعند مشهد إعلان بريطانيا بلسان الملك الحرب على ألمانيا الهتلرية بمساعدة صديقه وطبيه المعالج من "التأتأة"، اهتزت بنا الطائرة هزة عظيمة ثم هوت مسافة 10 آلاف قدم بسبب مطب هوائي، وبعد أن استعادت الطائرة توازنها عاد كل شيء إلى طبيعته، وعدت أنا إلى فيلمي الذي انتهى بتجاوز الملك عقدة لسانه، وتمكنه من أداء الدور الذي لا يصح لغيره القيام به.فكرتي من التجربة السابقة هي أن انشغالي بأمر ما لا ينتهي بسبب مطبات هوائية أو فرقعات صوتية، ولكن تمر أوقات قصيرة تدخل فيها بعض المواضيع إلى الثلاجة ثم سرعان ما تستخرج من جديد، بمعنى آخر إن عيوننا على "نهابة" المال العام وأولياء الإعلام الصالحين، وفوقهم أيتام النجوم الهاوية وبهلوانات "الإخوان المسلمين" وملوك طوائف السلف، وكل "يافطة" سياسية صاعدة على ظهر القبيلة والطائفة، ما زالت مفتوحة على حرب التصفية التي يشنها كل هؤلاء لتحطيم سمعة تيار كامل بكل ما فيه.حرب التصفية تنطلق من أكذوبة الصفقة بين الحكومة وكتلة العمل الوطني "مجموعة الستة ناقص واحد" على خلفية التعيينات المتلاحقة زمنياً والمتباينة فكرياً، ولأن أعنف المهاجمين ينتمون إلى العقلية التي تضع منصب رئيس قسم كشرط لمنح أو حجب الثقة عن وزير، فقد اشتعلت "مناحة" الصفقة في كل وسيلة تعبير ممكنة. أما من ركب الموجة وضخّمها، فهم نواب "حدس" والسلف في الدائرتين الثانية والثالثة اللتين يتركز فيهما ممثلو كتلة العمل الوطني، وقد فاتت هذه النقطة على البعض، ولم يلاحظوا أن من ينفخ النار عليهم هم نواب خاسرون ومرشحون يسعون إلى النجاح من جديد.من تبقّى لنا؟ إنهم أيتام الإسطبل ومن تحالفوا معهم من أتقياء المال العام، وهؤلاء لا نعتب عليهم فما يصدر عنهم من "الواهي" وليس من قضية عادلة، ولكن العتب على مَن صدقهم وسار خلفهم. يبقى لنا ضربة في العمق لا بد منها، فقد لمست أن حرب التصفية تندرج تحتها حرب أخرى تهدف إلى لصق كل مرشح "حضري" بمنصب قيادي في كتلة "الحضر" والتيار الوطني بأكلمه، اعتمادا على "طيب" ذاكرة المعارضة الجديدة وضمير "الإخوان المسملين" وحسن نوايا بعض الشباب الوطنيين. وربما لا يكفي وصف "لمست"، فقد أيقنت بحرب "اللصق" وخذوا هذه الأمثلة: الوزير عبدالوهاب الهارون مارس العمل السياسي كنائب، وظل داخل المجلس متوجسا من سيرة الانتماء إلى أي تيار "صفقة"، ولواء الشرطة فيصل الجزاف "المحسوب على الليبراليين" كما زعمت إحدى الصحف الزميلة، لم يعمل يوماً بالسياسة ولم أره يوما في ندوة بالعديلية أو الضاحية "صفقة"، والمرشح لمنصب وزير الإعلام الدكتور بدر مال الله وهو أمين تجمع كويت المستقبل "صفقة"، والزميل سامي النصف المعارض للمعارضة قديمها وجديدها ووزير الإعلام المستقيل دخل الحكومة بـ"صفقة".لقد انكشف المستور، هذه حرب داخل حرب يراد فيها إذكاء نار الفتنة بين بدو وحضر ومناطق داخلية وخارجية، ووقودها قصيرو النظر وضحالى ممارسة العمل السياسي... وليتوجع من يتوجع.الفقرة الأخيرة: تجميد كتلة الأذى الوطني هو الخيار الأمثل.
مقالات
الأغلبية الصامتة: من الواهي
28-07-2011