لك الاختيار!
لم يتبقَ لك أيها الناخب سوى 48 ساعة لتحسم الأمر وتقرر مستقبلك ومستقبل أبنائك وأحفادك، فإما أن يكون مشرقاً وجميلاً ورائعاً، وإما أن يكون استمراراً لحالة اليأس والإحباط والجمود التي عشتها في السنوات الماضية بسبب لا مبالاتك أو مجاملتك أو بحثك عن مصالحك الخاصة على حساب الوطن، واستمرارك في اختيار من لا يستحق تمثيلك، وغير جدير برسم حاضر ومستقبل الوطن. الأمر كله بيدك والاختيار لك، فإما الإصلاح ورجاله الصادقون، وإما الفساد ورجاله الطامعون، فورقة الاقتراع التي تضعها في الصندوق ستكون لبنة تساهم في بناء الغد أو معولاً يهدم آمال الخيرين من أبناء الوطن، سيكون حسن الاختيار هو الفيصل وهو الحكم، فاختر ما تشاء وقرر ما تريد، فأنت المستفيد وأنت المتضرر من حسن أو سوء الاختيار! ليكن ضميرك دليلك في ما أنت مقدم عليه، وليكن صوتك لمن هو جدير به فقط، لا تجامل أحداً في مستقبل أبنائك لأنك ستكون أول من يدفع ثمن هذه المجاملة من قوت يومك وصحة أبنائك وجودة تعليمهم، جامل في أي شيء إلا هذا الشيء! كن شجاعاً وصريحاً بقدر ما يتطلبه الأمر، وارفض كل أنواع الابتزاز والتزلف العائلي والقبلي والطائفي، كن حراً في قرارك، جاهدهم اليوم لترتاح غداً وبعد غد، وتذكر دائماً أن صوتك أمانة في عنقك، ومسؤولية ألقيت على عاتقك، وأن الأمر جد الجد، وليس بالهزل واللعب، فحين تعطي صوتك إلى مرشح من المرشحين، فأنت تزكيه وتأتمنه على مستقبل وطنك، فاختر الصادق الأمين حتى لا يضيع الأمانة ويخون مَن ائتمنه عليها! قم بواجبك اليوم قبل أن تطالب الآخرين بالقيام بواجباتهم في الغد، ساهم اليوم في التغيير للأفضل باختيار الأفضل، ضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكن فطناً وذكياً، لا تغرنك الابتسامات الصفراء، والوعود الكاذبة، ومظاهر التدين والورع الخارجية، ولا تنخدع بطول اللحى الغانمة أو تبهرك العمائم الملونة، لا تقابل القبلات والأحضان التي ستضرب أرقاماً قياسية يوم الانتخاب بسوء الاختيار، فلن يحتضنك سوى الهم والحزن بعد ذلك! ابتعد عمّن يعدك بـ"الواسطة"، فهي فاتورة مستحقة السداد تدفعها أنت وأبناؤك و"كلو بثمنه"، فالحكومة لا تقبل الوساطات بالمجان وتأخذ ثمنها من النائب مواقف قد تضرك أنت بالدرجة الأولى، وتندم حيث لا ينفع الندم، وبعد فوات الأوان! ابتعد عن النواب السابقين ممن وقفوا طول الخط مع الحكومة، وكذلك الذين وقفوا ضدها في كل أمر، فالصنف الأول لا تهمه سوى مصالحه الخاصة، وكم يستفيد من جلوسه على الكرسي الأخضر، والصنف الثاني تضررت مصالحه وثار من أجلها بشخصانية واضحة، اختر من كانت مواقفه متزنة تحكمها القيم والمبادئ ويقررها الحق والعدل والإنصاف، وقليل ما هم! لا تنتخب من أدمن المناكفات والصراعات السياسية، ولا من ديدنه التفرقة بين فئات الشعب بعنصريته المقيتة، ولا من بعث الأحقاد والكراهية بطائفيته السقيمة، فكل هؤلاء سبب تأخرنا وتخلفنا الدائم، واختيارهم مساهمة منك في زيادة واستمرار هذا التخلف! ليكن للشباب نصيب من اختيارك وأعطهم الفرصة ليقدموا ما عندهم، فقد مللنا مشاهدة نفس الوجوه لعشرين عاماً أو أكثر، فإن من لم يقدم طوال هذه المدة أي مساهمة إيجابية في بناء الوطن لا يرتجى منه خير في قادم الأيام، وليسترح قليلاً، خير لنا وله! اجعل الكويت دائما بين عينيك، وفي قلبك، كن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين، وستجد أنك ستختار من يستحق ومن هو كفء لهذه المهمة، ومَن هو قادر على بناء كويت المستقبل الذي نتمنى جميعاً ونأمل، أقول قولي هذا لك بقلب محب وصادق، وآمل أن يجد له صدى عندك لحظة الاختيار، وفقك الله!