موقف لا تراجع عنه!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن باراك أوباما هو الذي خيب آمال شعبه وخيب آمال الذين راهنوا عليه بعد كل ما قاله في معركة الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها، وكل ما قاله في ظهوره الشهير في جامعة القاهرة، هو الذي كان تمنى في ما يشبه الوعد الملزم في خطابه الشهير من فوق منصة الأمم المتحدة العام الماضي بأن تحضر فلسطين، في الاجتماع المقبل، أي في اجتماع أيلول (سبتمبر) المقبل كدولة مستقلة قابلة للحياة والاستمرار وذات سيادة. لكن كل ما قاله في وعده هذا ذهب أدراج الرياح، بل واتخذ موقع الخصم اللدود بأن أخذ يطلق التهديدات ويهز الهراوة الأميركية أمام أنوف العرب وأمام أنف محمود عباس (أبومازن) إن هم ذهبوا بطلب للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة إلى الأمم المتحدة، وهذا لا يمكن الرد عليه إلا بالقول إلى باراك أوباما: «إننا ماضون في هذه المسألة حتى النهاية، واذهب أنت وإدارتك إلى الجحيم... وافعل ما تستطيع فعله».يجب ألا يتراجع العرب عن قرارهم هذا فالولايات المتحدة، وخاصة في عهد هذه الإدارة البائسة والمرتبكة، منحازة إلى بنيامين نتنياهو وإلى اليمين الإسرائيلي المتطرف حتى آخر حدود الانحياز، ومنحازة ضد حقوق الشعب الفلسطيني حتى آخر حقوق الانحياز... وهكذا فهل هناك يا ترى ما يمكن أن يعاقب به باراك أوباما العرب والفلسطينيين أكثر من هذه العقوبة، وهل تَبَقَّى لدى واشنطن مواقف أسوأ من هذه المواقف...؟!أمس الأول سمعنا وزيرة خارجية باراك أوباما تتحدث من تركيا عن أحداث سورية بكلام لا يمكن أن يصدر إلا عمن يهرف بما لا يعرف، فالقول بعد أكثر من أربعة أشهر، سالت خلالها دماءٌ غزيرة، «إنه لابد من التعاون بين الحكومة السورية والمحتجين» مثير للضحك بمرارة حتى الاستلقاء على الظهر، ومثير للسخرية، وهو يدل على أن هذه الإدارة فاشلة بقدر ما حققته الولايات المتحدة من نجاحات متراكمة منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن.