مخرج صاحب رؤية واضحة جداً، يعتبر الأطفال تميمة حظه في أفلامه، ورغم مضايقات الرقابة لأعماله إلا أنه ضد فكرة إلغائها. عن فيلمه {أمن دولت} وحال السينما في السنوات المقبلة كان اللقاء التالي معه.

Ad

سحب منتجون كثر أفلامهم من موسم عيد الأضحى هروباً من المنافسة مع فيلمي «إكس لارج» و{سيما علي بابا»، لكنك صممت على عرض فيلمك «أمن دولت» في هذا التوقيت، ألم تخش من المنافسة ؟

لم أشعر بالقلق أبداً، فنحن كفريق عمل لم ندخر جهداً كي نقدم فيلماً جيداً بالإضافة إلى أنني أثق ثقة عمياء في حمادة هلال وفي شركة «نيو سينشري» المنتجة للفيلم، وكان لدي يقين أنها ستوزع الفيلم بشكل ممتاز. ناهيك بأن هذا الموسم يمتد إلى إجازة نصف العام التي تبدأ في منتصف شهر يناير المقبل، وهذه فترة كفيلة كي يحقق الفيلم الحضور الجماهيري المرجو منه.

في الأحوال كافة، العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه، والدليل أن الفيلم حقق في اليومين الرابع والخامس من العيد إيرادات فاقت إيرادات فيلم أحمد مكي، وهي نتيجة لم نتوقعها إطلاقاً، لأن النقاد توقعوا أن فيلمي «إكس لارج» و{سيما علي بابا» سيكون الفارق بينهما ضئيلاً من ناحية الإيرادات، ثم يحلّ «كف القمر» ثالثاً، إلى أن نأتي نحن بفيلمنا «أمن دولت» في ذيل الترتيب. لكن النتيجة كذبت التوقعات كافة، إذ تقدمنا على «كف القمر» لنأتي في المركز الثالث بفارق ضئيل جداً عن المركز الثاني الذي جاء فيه فيلم أحمد مكي.

هل يعني هذا أن الإيرادات الكبيرة ستنعكس إيجاباً على صناعة السينما في المواسم المقبلة؟

مبلغ ثلاثة ملايين جنيه الذي تحقق في أول أيام العرض بمثابة سابقة في تاريخ السينما العربية بأكملها، الأمر الذي سيشجع المنتجين الذين ابتعدوا عن هذه المهنة خوفاً من الخسائر المادية نتيجة إحجام الجمهور عن دور العرض سابقاً. نعم، كان هذا الموسم فاتحة خير على صناع السينما.

ما هو المعيار الذي تقيم به نجاح فيلمك: إقبال الجمهور أم النقد الإيجابي؟

الاثنان معاً، فلا يمكن أن أقول إن فيلمي نجح طبقاً لرأي النقاد على رغم أنه لم يأت بإيرادات معقولة، أو أن يكون فيلمي قد حقق 20 مليون جنيه وفشل بحسب وجهة نظر النقاد.

أعتمد في تقييمي على النقد البناء الذي يعود بالنفع عليَّ كمخرج، لأن الناقد الحقيقي المحترف هو من يقول رأيه في الفيلم سواء سلباً أم إيجاباً، ثم يوضح أسباب هذا الرأي، وكمخرج أستفيد من هؤلاء النقاد وأعمل على تدارك الأخطاء التي وضحوها.

بعد هذه الإيرادات، هل من الممكن القول بأن حالة الكساد والركود السينمائي قد ولت وعلينا الاستعداد لمرحلة انفتاح سينمائي؟

متفائل جداً، وأرى أن الحياة بدأت تعود إلى مجراها. تفاؤلي هذا ليس وليد هذه اللحظة، لكنه بدأ منذ الإصرار على طرح فيلم AUC في دور العرض بعد الثورة المصرية مباشرة على رغم أن الجميع وصفونا بالمجانين. كذلك عرضنا فيلم «سامي أكسيد الكربون» الذي وصلت إيراداته إلى 13 مليون جنيه، والحمد لله حصد الفيلمان حضوراً جماهيرياً معقولاً نسبة إلى توقيت عرضهما.

«أمن دولت» مقتبس من أحد الأفلام الأجنبية، ألم تخش أن يؤثر ذلك على احترام الجمهور والنقاد لك؟

الفكرة مقتبسة فعلاً من فيلم  the pacifier، لكن المشاهد وطريقة التصوير من إبداعي الشخصي. إذا شاهدت النسخة الأجنبية فلن تشعر بأي اقتباس، فيما ينقل مخرجون كثر طريقة التصوير والإضاءة والحركات نفسها من الأفلام الأجنبية.

لك أكثر من تجربة مع حمادة هلال، هل بينكما كيمياء فنية خاصة؟

حمادة هلال أحد أفضل الممثلين الذين تعاونت معهم، واستعنت به في هذا العمل لأنه أفضل من يؤدي دور الضابط، ولا أبالغ في قولي إنه أفضل من قدم هذه الشخصية بعد النجم الراحل أحمد زكي.

يشارك في الفيلم عدد من الأطفال، ما سبب تمسكك بهم في معظم أعمالك؟

أعشق العمل معهم وأمضي برفقتهم أسعد أوقاتي، ما يضفي على الأستوديو جواً من الحب والمرح والبراءة.

ألا تشعر بالضيق منهم بسبب صعوبة السيطرة عليهم داخل الأستوديو أو لعدم خبرتهم في التمثيل؟

إذا اخترت الطفل المناسب للدور المناسب وأعددته إعداداً جيداً فلن تشعر بأي ضيق، بل ستشعر بالسعادة وأنت ترى هؤلاء الأطفال يؤدون ويجيدون. الحمد لله، معظم اختياراتنا للأطفال جيد، لكن في فيلم «فرح» نقاط ضعف عدة لأنه كان تجربتي الأولى في الإخراج وفي التعامل مع الصغار.

لو لم تقم الثورة، هل كنت ستسمي الفيلم «أمن دولت»؟

بالطبع لا، لأن الرقابة كانت سترفض ذلك دون أي تفكير، خصوصاً أن لي أكثر من تجربة  مع تسلّط القيمين عليها، تحديداً في فيلم AUC  حيث كان علم مصر يتصدر مشهد النهاية، فطلبت الرقابة تغييره وعلى رغم تصميمي على موقفي وعدم اقتناعي بالفكرة رضخت إلى الأمر الواقع بعد تهديدي برفض الفيلم. بالنسبة إلى فيلم «عائلة ميكي»، رفضت الرقابة أن يكون عمل الأم (لبلبة) موظفة في جهاز الرقابة وأصرّت على أن تكون موظفة في إحدى المصالح الحكومية، بالإضافة إلى التخوف الشديد من كون الأب (أحمد فؤاد سليم) لواء في القوات المسلحة، فهل بعد هذه العقبات كافة يمكن أن أتوقع موافقتها على اسم «أمن دولت»؟!

هل توافق على فكرة إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

لا، أرفضها لأنه يجب أن تتوافر رقابة أخلاقية لا فكرية، بمعنى أن يكون دور الرقيب منحصراً في عدم السماح بوجود مشاهد مخلة أو لقطات فاضحة أو خادشة للحياء، لا أن يكون دوره التدخل في الأفكار وطريقة طرح القضايا.

لماذا لم تقدم مسلسلات تلفزيونية إلى الآن؟

عرض علىّ العام الماضي أكثر من سيناريو، لكني رفضتها لأنها كانت عملية تحويل أفلام ناجحة قُدمت في الخمسينيات والستينيات إلى مسلسلات، فنحن نملك مئات بل آلاف الأفكار، فلماذا نلجأ إلى الأعمال القديمة؟

ماذا عن فيلمك المقبل مع هاني رمزي؟

لم نبدأ بعد التحضير له، لكن اتفقنا على أن تشارك هاني الفيلم الطفلة الجميلة جنى.