في بلادي الكويت، يوجد أناس امتهنوا سرقة الفرح من وجوهنا، فهم يقاتلون بسلاح "الدين" من أجل جعلنا عابسين لا نعرف الابتسامة.

Ad

افعل كذا ولا تفعل هكذا، فهذا حرام وذاك لا يجوز شرعا، فهم لا يتكلمون بناء على علم وشهادات فقه ودين، بل يفتون وفقا لأهوائهم ومزاجيتهم في تحديد "الحلال" و"الحرام".

هذه المجموعة عرفت طريق السيطرة والتأثير على المجاميع دون تعب، فأصبح لهم باسم الدين وجود وجماهير تصفق وتحلف بأسمائهم لأن الدين خط أحمر، ولا يجوز للعامة الخوض في مسائله، رغم أن المسائل المحرم الخوض فيها في الإسلام تعد على أصابع اليد.

هم طبعاً لا يهمهم أن ندخل الجنة أو النار، هم يريدون السلطة والقوة، وفي بلادنا كل من ينادى بـ"شيخ دين" يعني أنه يملك هذين الأمرين، إلا من رحم ربي.

الموضة الجديدة هذه الأيام أن نمنع الفرح بحجج أخرى، فلا ضير أن نطالب بإلغاء حفلات فبراير تضامنا مع الشعب السوري الثائر، ولا أعلم أين التضامن أو الخدمة التي سنقدمها لأحرار سورية في إلغاء الحفلات، فالشعب الفلسطيني يقتل يوميا ولم أسمع من يطالب بإلغاء نفس الحفلات للتضامن؟

عيد الحب وعيد الأم وغيرهما من أيام "رمزية" باتت محرمة رغم أن الموضوع مرتبط بالاقتناع أو عدمه في جعل مثل هكذا أيام في السنة رمزاً للاحتفال بها بعيدا عن تصنيف الحلال والحرام، فهذه المجموعة اكتشفت مبدأ الحجج بعد أن وعى الشعب تخبطاتها.

هذه الأمثلة ليست تافهة كما يدعي البعض، فكل شيء يبدأ بمناداة صغيرة حتى يكبر، اليوم يبدؤون بتحريم الأمور الصغيرة لتكبر المسألة يوما بعد يوم حتى يصلوا إلى مبتغاهم، ونصبح نحن أسرى "الجهل المقدس".

قريبا، سيغتصبون كل الفرح، وسيواصلون إرجاع الكويت إلى ما قبل النفط، إلى عصر الكتاتيب والجهل، إلى زمن السمع والطاعة وإعطال العقل الذي كرمنا الخالق عز وجل به.

مغتصبو الفرح، لن يكتفوا بسرقة الفرح والأمل منا، فهل سنكتفي بالمشاهدة؟ لا أعتقد، فالشعب الذي ينجب فهد العسكر لا يموت.