وجهة نظر: 4 جهات لتقييم سينما 2011

نشر في 03-06-2011
آخر تحديث 03-06-2011 | 00:02
No Image Caption
 محمد بدر الدين اعتادت السينما المصرية في عقودها الأخيرة، أن تجري جهات أربع تقييماً لكل موسم سينمائي من مواسمها هي: «المهرجان القومي للأفلام المصرية»، «جمعية الفيلم»، «جمعية نقاد السينما المصريين»، «المهرجان السينمائي للمركز الكاثوليكي».

لكنّ الـ2011 ليست عادية في تاريخ السينما المصرية بل في تاريخ مصر كله، فهي سنة الثورة الشعبية التي انفجرت في 25 يناير، ولا تزال البلاد تعيش أجواءها، والحالة الثورية في ذروتها، لذا أعلنت الدولة، ممثلة بوزارة الثقافة، تعذّر إقامة مهرجانات سينمائية ومسرحية وغيرها هذا العام، من بينها «المهرجان القومي للأفلام المصرية»، وهو إحدى الجهات الأربع المنوط بها تقييم المواسم ومنح الجوائز.

كذلك، أعلن رئيس «جمعية الفيلم» مدير التصوير السينمائي المعروف محمود عبد السميع تعذّر إقامة مهرجان هذه السنة بسبب الوضع العام في البلاد، على رغم عدم تبعية الجمعية للدولة، واكتفت في موعد مهرجانها السنوي بعرض أفلام قديمة ذات دلالة على الوضع الراهن مثل «البريء» إخراج عاطف الطيب، وأفلام تسجيلية قصيرة قدّمت لحظات من ميدان التحرير وثورة الجماهير.

بالنسبة إلى المركز الكاثوليكي، فقد عرض أفلاماً من الموسم الأخير تتوافر فيها شروط المركز أهمها أخلاقية الرؤى، ونال «عسل إسود»، (بطولة نجم الكوميديا المتميز أحمد حلمي) نصيب الأسد من الجوائز، وهو كوميديا سوداء تلمس بصدق، وإن لم يكن بعمق كافٍ، أحوال المجتمع المصري ومشاكله الطاحنة.

وحدها «جمعية نقاد السينما المصريين»، نظّمت مسابقتها السنوية الأحد 29 مايو (أيار) الفائت، وناقشت لجنة تحكيمها، المكونة من نقاد الجمعية، في حضور الجمهور أهم قضايا الموسم الأخير وظواهره وأفلامه، ومنحت جائزة أحسن فيلم مصري لـ «بنتين من مصر» إخراج محمد أمين، وجائزة أحسن فيلم أجنبي عرض في الفترة نفسها في صالات مصر لـ «رجل في الظل» للمخرج البولندي رومان بولانسكي، أحد عباقرة السينما في كل تاريخها.

بذلك يقتصر التقييم النقدي الجدي الشامل والدقيق للموسم الأخير (2010) على «جمعية نقاد السينما المصريين» بحكم تخصص النقاد، فيما الجهات الأخرى، إما امتنعت عن مهمتها نظراً إلى الظروف التي تمرّ بها البلاد، أو لم تقيّم على نحو شامل مثل «المهرجان السينمائي للمركز الكاثوليكي» نظراً إلى تركيزه على بعد واحد أخلاقي.

تكمن أهمية هذه الجمعية في أنها أقدم جمعيات السينما وأعرقها إلى جانب «جمعية الفيلم»، وضمّت، منذ تأسيسها عام 1972، نقاد السينما الجادين وليس مجرد صحافيين فنيين، من بينهم نقاد تألقوا في خمسينيات القرن الماضي وستينياته على غرار: فتحي فرج، صبحي شفيق، أحمد الحضري، سامي السلاموني، هاشم النحاس، سمير فريد، كمال رمزي، علي أبو شادي وغيرهم من بناة النقد السينمائي الحديث.

تولى الجمعية، عند تأسيسها، السينمائي والمخرج  الكبير والناقد والمثقف الرفيع أحمد كامل مرسي، وكان يطلق عليه «الأب الروحي» لها، وهي الوحيدة، مصرياً وعربياً، التي لديها عضوية في الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، لذلك تلتزم شروط الاتحاد الدولي وقواعده في أنحاء العالم، من بينها أن يتاح للجمهور حضور مناقشات لجنة التحكيم بل والمشاركة فيها، من دون حق المشاركة في التصويت، وقد كان ذلك من تأثيرات ثورة الشباب الكبرى في فرنسا عام 1968.

تنافس بقوة في مسابقة الجمعية هذا العام فيلما: «رسايل البحر» للمخرج الكبير داود عبد السيد، «بنتين من مصر» للمخرج المقتدر محمد أمين، وقد حصلا على نسبة الأصوات نفسها، وعند فتح باب المناقشة والتصويت مجدداً فاز «بنتين من مصر» بفارق ضئيل.

الحق أن هذين الفيلمين المتميزين، من أهم شهادات السينما المصرية على العصر الطويل (30 سنة) الذي حكم فيه النظام السابق، حتى أطاحت به ثورة الشباب في 25 يناير.

back to top