تسلق التيار الديني... من ردانه
تنادت القوى المختلفة في الكويت للتجمع في ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي, قوى شبابية نيابية سياسية, من مختلف التيارات والاتجاهات الوطنية والدينية والقبلية, والضغط الأكبر كان على التيارات الوطنية.وجدنا كأعضاء في التيار الوطني انتقادات شديدة من محبي التيار ومن أصدقائنا وأقربائنا عن كيفية وقوفنا بساحة الإرادة جنبا إلى جنب مع المرتشين سابقا, ومع القبليين من خريجي الانتخابات الفرعية ومع أصحاب محلات الدين السياسي، والذي كانوا لفترة طويلة سور الحماية الأول للحكومة, ورأس الحربة بأي انقسام طائفي أو حملة منظمة لوأد الحريات, ولكننا ظللنا نردد: العقول الكبيرة تناقش الفكرة والأحداث أما العقول الصغيرة فتناقش الأشخاص.
وذهبنا متناسين انتماءاتنا وانتماءاتهم لقضية واحدة ولهدف واحد, لنرى أن التيار الديني تسلق على ظهر كل الجموع, وداس على الأكتاف والرؤوس ليعلو بنفسه فوق الجميع ويعلن نفسه قائدا للساحة على الرغم من الحركة الخجولة لمجموعة المتظاهرين في إحدى الزوايا من مرتدي الشرائط البرتقالية لحملة "أمثل نفسي". من "ردانه"... تركنا حبل المعارضة لهم يلهون به كيف يشاؤون، ومن "ردانه" أيضا أننا لم نضع لنا منصة لنتحدث ونحن نعلم أنهم سيستغلون كل ثغرة للبروز؛ هذه هي عادة التيار الديني, وكم كان صعبا أن أسمع المتحدثين من النواب يتغنون بحب الدستور والوحدة الوطنية، وأنا أعلم حقا من هم وما هو تاريخهم وما هي صنيعتهم, كم كان صعبا أن أقف مع مجموعة أعلم أنها تصل لدرجة هدر دمي لو سمح لها, ولكن هذه هي الحال الآن... صعب جدا أن تكون صاحب مبدأ.يجب أن يقوم نواب التيار أو أبناؤه أو أي غيور بتدشين حملة موسعة في الفترة القادمة لكشف الحقائق ومحاسبة المخطئين, ولا أتحدث هنا عن النواب القبيضة فقط, بل فتح جميع الملفات للسنوات الخمس الأخيرة على الأقل لجميع النواب سواء من تنفيع أو معاملات وسرقات أو حتى رشا، وأشد ما نحتاجه بعد انقضاء هذه الفترة لويكيليكس كويتي تتم متابعته حتى يصل إلى القضاء، وبعدها نرى ما يحدث.