بتاريخ 24 يونيو الماضي، نشرنا وثيقة كتبها الشيخ مبارك الصباح عام 1907 بخصوص البغلة «السالمي»، والتي يذكر فيها أنها ملك النوخذة عبداللطيف بن عيسى بن حجي، وذكرنا أيضاً أن هذه البغلة هي أصلاً ملك النوخذة والتاجر عيسى إبراهيم العبدالجليل. واليوم سنتحدث عن هذه الشخصية الكويتية التاريخية بشيء من التفصيل، فالمرحوم عيسى بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالله العبدالجليل من مواليد الكويت عام 1830 تقريباً وتوفي في عام 1912، وهو حفيد قاضي الكويت الشيخ أحمد العبدالجليل الذي قدم إلى الكويت مع حلف العتوب (الصباح، والخليفة، والجلاهمة) في بداية القرن الثامن عشر، وتولى القضاء عام 1722 بعد وفاة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن فيروز، وهو أيضاً والد المرحوم عبداللطيف العبدالجليل (مواليد عام 1870) الملقب بـ «المدير» لأنه تولى إدارة الميناء من أيام الشيخ مبارك حتى بداية حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح. وقد اشتهر النوخذة عيسى بن إبراهيم العبدالجليل بمهارته الفائقة في الملاحة البحرية، وكان يملك عدداً من السفن الشراعية، التي بلغ عددها حسب إحدى الروايات أكثر من 100 سفينة صغيرة وكبيرة، وكانت تمخر عباب البحار وتصل إلى الهند، وإفريقيا، وعدن، وموانئ الخليج.
وقد ورد اسمه في وثيقة محفوظة في أرشيف زنجبار القومي يعود تاريخها إلى 7 مارس من عام 1881، وكان حينها في رحلة من بومبي إلى زنجبار في بغلة «فتح الخير»، وربما يكون هو أول الكويتيين الذين وصلوا إلى زنجبار على الإطلاق. ولأسرة العبدالجليل نقعة بحرية (مرسى) باسمها تعد من أكبر النقع البحرية لكثرة السفن الشراعية التي تمتلكها عائلة العبدالجليل، وموقعها ما بين نقعة حمد الصقر شرقاً، ونقعة علي المبارك ونقعة العثمان غرباً. وقد وثق لنا الرواة أسماء بعض سفن العبدالجليل مثل سحيلة، مكامبي، القحطاني، فتح الخير، المصفر، مكاتبي، كرماشة، مسليني، قرقاشة، السالمي، فص قلاص، مقفر، السليماني، وغيرها.وقد أهدى الزميل المجتهد والمهتم بالبحث التاريخي الأخ فهد غازي العبدالجليل إلي وثيقة عدسانية تعود إلى عام 1281هـ الموافق 1864م تؤكد ذرية آل عبدالجليل الموجودة في الكويت اليوم، وأنها جميعاً تنتمي إلى جد واحد هو المرحوم إبراهيم بن أحمد بن عبدالله العبدالجليل. ونص الوثيقة كما يلي:«الحمد لله، جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني.الباعث لتحرير هذه الأحرف هو أنه لما توفي ابراهيم بن عبدالجليل وخلّف متروكه ستة آلاف ريال وأربعماية ريال وأربعة وأربعون ريال ونصف، وخلّف زوجتين وخمسة أولاد وثلاث بنات وهم عبدالمحسن، وسليمان، وعبدالجليل، وعيسى، وعبدالرزاق، والبنات آمنة، وموضي، ولولوة، وتقاسما ما ذكر، وصار وكيل المتروك (أي الإرث) سليمان، وصار سهم الولد ثمانماية ريال وخمسة وستين ريال وثمن ريال، وسهم البنت أربعماية ريال وأثنين وثلاثين ريال ونصف ريال ونصف ثمن، سلم بيد كل واحد من المذكورين سهمه بالوفا والتمام، ولم يبق لأحد من المذكورين فيما ذكر عند سليمان دعوى، ولا طلابة، بوجه من الوجوه، وسبب من الأسباب. حتى لايخفى جرا تحريرا في 17 ربيع الثاني سنة 1281هجري».
أخر كلام
صورة لها تاريخ: وثيقة عدسانية لأسرة العبدالجليل تعود إلى عام 1864
05-08-2011