بدر العليان شاب كان يعاني سمنة مفرطة، بدأت رحلته مع السمنة بعمر مبكر لاسيما أنه كان طفلاً خجولاً وجد الكثير من سلواه في الطعام.

Ad

غالبا ما تعبر الأسر العربية عن حبها لأبنائها بتسمينهم، وتغذيتهم المستمرة، وطبخ ما لذ وطاب لهم كنوع من التعبير عن الحب، وتلك طريقة مع كل أسف قد تضر بالطفل في المستقبل وتجعله يعاني سمنة مزمنة.

المهم تفاقمت مشكلته، وعندما أتم عامه العشرين بدأ وزنه بالصعود، وبدأ يشعر بالحرج من شكل جسمه، وأرهقته نظرات الناس أكثر من أي شيء إلى أن اعتزل الأماكن المزدحمة، حتى لا يرجمه الناس بنظراتهم المزعجة، قد لا يعلم الكثيرون من أصحاب "الخز المزمن" أي النظر بتمعن شديد، أن هذه النظرات من شأنها أن تجرح شخصاً يظن بينه وبين نفسه أنه يختلف عن الآخرين، وآخر ما يريده نظرات استنكار لا تنتهي.

كافح بدر كثيراً وتخبط وحاول مراراً بشتى أنواع "الريجيم" ولم يفلح، وبعد تعاطيه دواء وصفه له طبيب تغذية ومع حمية "آتكنز" تمكن من إنزال ما يقارب 17 كيلوغراما من وزنه، ولكن عند توقفه عن تعاطي هذا الدواء صعد وزنه إلى الرقم الذي أرعبه 250 كيلوغراما.

لم يكن لديه حل سوى اللجوء إلى إجراء إحدى العمليات الجراحية، ومع ذلك كان أغلب الأطباء يرفضون أجراءها له؛ مشترطين أن يقلل وزنه بمقدار 50 كيلوغراماً، بعد عناء طويل وجد الطبيب الذي غامر وأجرى له عملية تحويل مسار المعدة، ولكن بـ"تكنيك" آخر يتناسب مع سمنته.

رغم المضاعفات والالتهابات التي تعرض لها بعد العملية والآلام الجسدية الجسيمة التي شعر بها، فإنه بدأ يتذوق ثمار إصراره على تخفيف وزنه، خسر ما يقارب المئة كيلو غرام بسبب العملية، والتزم بحمية غذائية صارمة مع رياضة مستمرة إلى أن وصل إلى الوزن المثالي 80 كيلوغراماً.

كان سعيداً لأن وزنه أصبح من رقمين كما قال، فهذا كان حلماً وتحقق.

شعر بدر في أحد الأيام بخدر غريب في رجليه وبعد ذلك ترنحاً في مشيته، وانتهى الأمر إلى شعوره بأعراض غريبة عليه كان يظنها نقصا أو التهابا ما، وبعد الأشعة والتحاليل اكتشف أنه مريض (MS) (التصلب العصبي المتعدد).

بدر متفائل أكثر من أي وقت مضى، ويقول إنه سعيد بأنه أنزل وزنه ليستطيع التعايش مع (MS)، ويقول إنه يحمد الله على المرض الذي جعله محبا للحياة ومقدرا لجمالها، وجعل منه شخصا إيجابيا، ويعيش يومه متقبلا لقدره ومحبا لحياته، هل لنا أن نكون كبدر نتقبل ابتلاء الله بابتسامة؟ فلنكن بدراً يضيء دروب الأمل، ولنتقبل دروب الألم بالدعاء إلى الله للتعبير عن الرضا بقدره.

قفلة:

ما زال مرض التصلب العصبي يحتاج إلى التوعية، لأن المريض يتعرض لشلل وقتي ويحمل بطاقة الإعاقة التي تسهل عليه كثيرا، إذ يحتاج الآخرون إلى التعرف أكثر على هذا المرض، فمعرفتك بأعراضه ستساعدك على الحد من تفاقمه، لذا أناشد وزارة الصحة وجميع الأطباء والمهتمين بالصحة نشر الوعي لهذا المرض بكل الطرق المتاحة.