هل نقبل أن يمثلنا رداحون وأفاقون؟

نشر في 22-01-2012
آخر تحديث 22-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 علي البداح المواطن يذهب لاستماع الطرفة في الانتخابات السابقة والردح في هذه الانتخابات، ولكنه لا يعطي صوته إلا لمن يخلص للكويت ويحترم نفسه ويحترم الناس، ومصير هؤلاء المخربين هو الفشل الذريع مهما كان عدد الجالسين في ندواتهم.

في فترة الانتخابات عادة ما تبرز بعض الشخصيات الطريفة التي تخفف من حالة القلق والتوتر وحدة الطرح، وتابعنا في السابق مثل هذه الحالات، وضحكنا في ندوات عجيبة وطريفة، لكن لم ينجح أي من هؤلاء الظرفاء، فالمواطن يضحك عند عضو ويتعشى عند آخر، وينتخب من يجد فيه الثقة والقدرة على تمثيله في مجلس الأمة.

في هذه الانتخابات استبدل الظرفاء بعناصر سليطة اللسان لا تحترم أحدا، وتستخدم لغة هابطة أساءت ولا تزال إلى حرية التعبير وقواعد التنافس الشريف في مثل هذه الانتخابات، وهؤلاء يدّعون أنهم رشحوا أنفسهم لمصلحة شعب الكويت، وللتصدي لأعضاء مجلس الأمة المؤزمين، ولكنهم أساؤوا إلى كل الكويتيين، ويحاولون في كل لقاء أو حديث تمزيق النسيج الكويتي وإثارة النعرات والعصبيات وخلق أجواء خطرة على مستقبل الوطن.

وقد اتضح الآن تشكيل هذه المجموعة الخطرة، وظهر للناس مدى الزيف والكذب والدجل الذي تمثله وتطرحه أمام الناس، وقد تابعت كما تابع غيري أطروحات هذه المجموعة الجديدة، وتبين أنها مسنودة ومحمية لمستوى الشتم والردح والكذب الذي تقدمه دون أن تعمل أي حساب للدستور أو قوانين البلاد أو التقاليد التي تعارف الناس عليها في انتخابات مجلس الأمة.

كل المرشحين الآخرين، أفراداً كانوا أو جماعات، يخوضون الانتخابات لتقديم برامج لخدمة الكويت، ويخاطبون وينتقدون باحترام لعقل المواطن، فالكل يسعى إلى الحصول على صوت الناخب بما سيفعله لخدمة الوطن لو انتخب في مجلس الأمة، ولكن هؤلاء ليس عندهم أي برامج لمصلحة الكويت.

يريدون تصفية حسابات مع كل العناصر الوطنية ويدخلون طرفا في صراع أبناء الأسرة، وليس من مهامهم الإصلاح وحماية الوحدة الوطنية، وأكدوا في كل مواقفهم ضرب كل مكونات النسيج الوطني وكل المبادئ الديمقراطية، والتعدي على مشاعر وخيارات الناس، وشتم كل إنسان لا يوافق على طرحهم أو يخالف أسيادهم.

والظاهرة المحزنة أيضا هي كم المبالغة والحديث بإسهاب وجرأة عن إنجازات ليس لها في الواقع أي دليل، وقد سمعنا مرشحين ومرشحات مستجدات يتحدثن عن إنجازات بينما الكثير يعرفون أن أياً من هذه الإنجازات ليس لها أساس من الصحة. والسؤال الذي يتردد اليوم هو: هل لأي من هؤلاء نصيب من النجاح في هذه الانتخابات؟ والجواب يعرفه جميع الذين كانوا يحضرون ندوات المرشحين الظرفاء السابقين والمرشحين المقدمين أفضل وأحلى الموائد الانتخابية.

المواطن يذهب لاستماع الطرفة في الانتخابات السابقة والردح في هذه الانتخابات، ولكنه لا يعطي صوته إلا لمن يخلص للكويت ويحترم نفسه ويحترم الناس، ومصير هؤلاء المخربين هو الفشل الذريع مهما كان عدد الجالسين في ندواتهم.

الناس لم يعد ينطلي عليهم هذا اللعب، ولن يفرطوا في وطنهم بوصول مثل هؤلاء إلى مجلس الأمة.

back to top