عين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في وقت متأخر من ليل أمس الأول،  أخاه غير الشقيق الأمير نايف بن عبدالعزيز (79 عاماً)، ولياً لعهد المملكة العربية السعودية، ليكون سابع ولي عهد في تاريخ المملكة الحديث.

Ad

واستند الملك عبدالله، إلى هيئة البيعة التي أنشأها عام 2006، بعد عام من توليه المُلك في البلاد، لتكون ممثلة بأبناء الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وتختار بالتصويت الملك وولي عهده، بعد أن يرفع الملك اسماً، يصوت عليه أعضاء الهيئة في اقتراع سري.

ولا ينص النظام الأساسي للحكم في السعودية على أفضلية العمر في التعيينات السياسية، وإنما يكتفي بأن المُلك في الأصلح من أبناء الملك عبدالعزيز وأبناء الأبناء.

وأظهر التلفزيون السعودي الملك عبدالله يتوسط إخوانه وأعضاء هيئة البيعة، وبدا إلى جواره رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل، فالأمير عبدالرحمن نائب وزير الدفاع والطيران، ثم متعب، فطلال، فبدر، وهم جميعاً أكبر عمراً من ولي العهد الجديد.

وقالت مصادر مقربة من هيئة البيعة لـ"الجريدة" إن اجتماع الأمراء السعوديين، تم بناء على دعوة من الملك الذي أحاطهم باختياره للأمير نايف ولياً للعهد وفقاً للمادة الثالثة، حيث بايعوه مباشرة.

وجاء في الأمر الملكي، الذي بثه التلفزيون السعودي قبيل منتصف الليل، على لسان الملك: "بعد أن أشعرنا سمو رئيس وأعضاء هيئة البيعة، فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وأمرنا بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية". كما نص الخبر الرسمي على أن الأمير نايف تلقى البيعة من أصحاب السمو الأمراء.

وكان ولي العهد السعودي السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز توفي قبل أيام في مشفى نيويوركي، بعد معاناة مع المرض، فنقل جثمانه إلى الرياض، وصلى عليه الملك الذي استقبل الجثمان في حشد كبير في المطار، وبدا عليه التأثر لوفاة ولي عهده.

ويشغل الأمير نايف، بالإضافة إلى ولاية العهد، منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الداخلية منذ عام 1975، وأكد الأمر الملكي بقاء ولي العهد في منصبه الوزاري.

وبذلك، شغر منصب وزير الدفاع والطيران، الذي كان يشغله الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز، غير أن المتوقع أن يصدر قرار في الأيام المقبلة بتعيين وزير للدفاع، بالإضافة إلى تعيين نائب ثانٍ لرئيس مجلس الوزراء، وهو المنصب الذي كان يشغله الأمير نايف منذ 2009.

ورغم الحزن الذي يعم السعودية إثر رحيل الأمير سلطان، فإن السعوديين تعاملوا بارتياح مع تعيين ولي عهد جديد لهم بسلاسة، من خلال هيئة البيعة، التي فُعِّل عملها للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل ست سنوات.

وكانت إشارات كثيرة ألمحت إلى أن الاختيار سيقع على الأمير نايف ليكون ولياً للعهد؛ فقد كانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تشير إلى أن المُعزِّين من رؤساء الوفود العالمية قدموا العزاء إلى "الملك عبدالله والأمير نايف، والأسرة المالكة، والشعب السعودي، في فقيد الأمة غفر الله له"، ما اعتبر مؤشراً لافتاً إلى خبر تعيينه ولياً للعهد.