سنة الرحيل

نشر في 31-12-2011
آخر تحديث 31-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 أ.د. غانم النجار ها نحن أخيراً على رأس سنة جديدة وتحت قدمي تلك السنة الطويلة ٢٠١١. لسبب أو لآخر كنت أظنها لن تنتهي وهي علي أي حال لن تنتهي فمازال مخاضها مستمراً هنا أو هناك.

كنا قبلها نطلق على منطقتنا العربية مصطلح الربع الخالي من الديمقراطية. كانت منطقتنا العربية مستثناة من الحراك الشعبي الدولي الذي اجتاح العالم في أواخر الثمانينيات ونتج عنه تحول ديمقراطي، وإن بدرجات مختلفة، في أكثر من ٦٨ دولة شملت كل أقاليم العالم من أوروبا إلى آسيا إلى إفريقيا إلى أميركا اللاتينية. رحلت رموز للقمع والديكتاتورية، وسقطت أنظمة شمولية لم يكن يظن أحد أنها سترحل، إلا العرب وديكتاتوريتهم ظلوا صامدين في وجه الرياح وكأنهم قد تحصنوا بأدوية مضادة للتغيير. وبات العالم يتعامل مع أنظمتنا العربية الركيكة تعاملاً  واقعياً انتهازياً. ففي الوقت الذي اقتنع العالم الغربي بأنه لا تغيير في دول المنطقة، وأن السبيل الوحيد للتغيير إنما يأتي عن طريق الأنظمة القمعية، جاءت المفاجأة من الناس فكان الرحيل على غير المعهود.

كان الحراك مفاجئاً وكانت قدرته على الصمود والاستمرار تنم عن فشل أجهزة الرصد والتقييم بما في ذلك جيش من الاستخبارات في توقعه أو استشرافه ذلك. فما إن تطابقت حالة الاستهتار وعمى الألوان السياسي لدى الحكام، حتى كان ذلك إيذاناً ببدء التحرك وانطلاقه نحو التغيير.

مازلت أظن أن حراك التغيير لما ينته بعد وأن سنة ٢٠١٢ ستكون استكمالاً لما تم في ٢٠١١ السنة العجيبة.

من حق الجميع أن يتخوف من النتائج ولكن التخوف لن يكون هو الحاسم بل آليات الصراع المختلفة. ومن حق الجميع أن يخشى من عدم الاستقرار وهي مخاوف مشروعة لن يحسمها إلا وعي الناس، ومن حق الجميع أن يتوقع غير المتوقع، ولكن بالمقابل فقد بات لدينا باب مفتوح، بينما كانت قبل ٢٠١١ أبواب موصدة مفاتيحها ابتسامة الحاكم ومزاجه ورضاه أو عدم رضاه. حكاية الحاكم الظالم الذي يرحل عن كرسيه هي ليست حكاية جديدة، ولكنها هذه المرحلة وهذه السنة العجيبة رحلوا جماعياً وكأنهم قد اتفقوا على الرحيل.

وحيث إنه مازال لدينا من هو رافض للرحيل ظناً منه أنه يختلف عن غيره فإن ٢٠١٢ ستستكمل المسيرة، وهي مسيرة الناس الباحثين عن الكرامة والعدالة والتي سيكتشف أي حاكم جديد أن عليه أن يحافظ عليهما وإلا فإن الناس قد استدلوا على الطريق، ولن يطول الوقت بالحكام الجدد إسلاميين كانوا أم غير ذلك، إن هم لم يقيموا العدل ويعززوا من كرامة الناس، ليرحلوا كما رحل الذين من قبلهم تحت ضغط الناس.

السلام عليك يا سنة الناس

السلام عليك يا سنة الرحيل.

 

back to top