سنة الرحيل
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
كان الحراك مفاجئاً وكانت قدرته على الصمود والاستمرار تنم عن فشل أجهزة الرصد والتقييم بما في ذلك جيش من الاستخبارات في توقعه أو استشرافه ذلك. فما إن تطابقت حالة الاستهتار وعمى الألوان السياسي لدى الحكام، حتى كان ذلك إيذاناً ببدء التحرك وانطلاقه نحو التغيير. مازلت أظن أن حراك التغيير لما ينته بعد وأن سنة ٢٠١٢ ستكون استكمالاً لما تم في ٢٠١١ السنة العجيبة. من حق الجميع أن يتخوف من النتائج ولكن التخوف لن يكون هو الحاسم بل آليات الصراع المختلفة. ومن حق الجميع أن يخشى من عدم الاستقرار وهي مخاوف مشروعة لن يحسمها إلا وعي الناس، ومن حق الجميع أن يتوقع غير المتوقع، ولكن بالمقابل فقد بات لدينا باب مفتوح، بينما كانت قبل ٢٠١١ أبواب موصدة مفاتيحها ابتسامة الحاكم ومزاجه ورضاه أو عدم رضاه. حكاية الحاكم الظالم الذي يرحل عن كرسيه هي ليست حكاية جديدة، ولكنها هذه المرحلة وهذه السنة العجيبة رحلوا جماعياً وكأنهم قد اتفقوا على الرحيل. وحيث إنه مازال لدينا من هو رافض للرحيل ظناً منه أنه يختلف عن غيره فإن ٢٠١٢ ستستكمل المسيرة، وهي مسيرة الناس الباحثين عن الكرامة والعدالة والتي سيكتشف أي حاكم جديد أن عليه أن يحافظ عليهما وإلا فإن الناس قد استدلوا على الطريق، ولن يطول الوقت بالحكام الجدد إسلاميين كانوا أم غير ذلك، إن هم لم يقيموا العدل ويعززوا من كرامة الناس، ليرحلوا كما رحل الذين من قبلهم تحت ضغط الناس. السلام عليك يا سنة الناس السلام عليك يا سنة الرحيل.