يعد الحراك الشبابي غير المرتبط بتنظيم سياسي محدد من أبرز وربما أهم ظواهر هذه الانتخابات. وينقسم هذا الحراك إلى قسمين رئيسيين، الأول ينخرط بدرجة أو بأخرى في العمل السياسي المباشر، مثل حركة كافي والسور الخامس والحرية وغيرها، مع الاعتذار إن أغفلت أياً منها،

Ad

وهي في مجملها حركات تصدت للعمل الشعبي المباشر عن طريق الاعتصامات وربما المسيرات ومشاركة النواب وحتى تشكيل كيانات ائتلافية للتأثير على مسار الأحداث، ولسنا هنا في وارد تقييمها، حيث سيتم ذلك بإذن الله في دراسة علمية يتم نشرها حال الانتهاء منها، أما القسم الثاني فقد اختار التركيز على الجهد الطويل حيث قد يستطيع التأثير على مسار الأحداث خلال مدى أطول وخلق بيئة أكثر وعياً لتقبل مسار الإصلاح السياسي، وهذه المجموعات في غالبها تطرح طرحاً عاماً يركز على الالتزام بالدستور ومبادئ سياسية عامة كالعدالة والمساواة وكرامة الإنسان، مستخدمةً كل أدوات ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كـ(تويتر وفيس بوك والإنترنت عموماً)، ومن أمثلتها البارزة مجموعة صوت الكويت، ومشروع صاحي أو مجموعة حمود العنزي، ومجموعة رسائل التوعية التي أشركتني معها في مشروعها الرائد، الذي أصدرنا منه حتى الآن الرسالة الأولى وهي متوفرة على "يوتيوب"، وندعو المحطات الفضائية لاستخدامها وبثها دون مقابل فالعمل تطوعي كله، وسيتم بث الرسالة الثانية مساء اليوم السبت والثالثة مساء الاثنين والرابعة والأخيرة يوم الأربعاء.

هناك أيضاً في نفس القسم مجاميع أخرى على شاكلة أفكار، كإقامة ندوات أو محاضرات عامة تهدف إلى التوعية فقط لا التحول إلى حملة انتخابية، وقد كان لي شرف مشاركة العديد من هذه المجاميع من كل الأقسام.

الملاحظ هنا أن طريقة تفكير مجاميع الحراك الشبابي تختلف عن نمط تفكير السياسيين التقليديين الذين لديهم هم أيضاً مجموعات شبابية تعمل معهم في حملاتهم الانتخابية، وفي بعض الأحيان تجد بعض الشباب من القسمين المذكورين بينهم.

إذاً من غير المطلوب النظر إلى الانتخابات الحالية فقط من خلال نتائجها اللحظية، التي قد تحدث لأسباب عديدة مثل التدخل الحكومي أو غير الحكومي أو المزاج العام السائد في فترة الانتخابات، بينما الأهم من ذلك هو حجم التغيير الاجتماعي والقيمي، وهو أهم بكثير من مجرد تغيير وجوه وجاء فلان أو ذهب فلان.

بالنسبة لي أرى في مجاميع الحراك الشبابي على تنوعها أملاً في الخروج من حالة الاحتقان، التي لا يبدو أنها على وشك الانتهاء بمجرد ظهور نتائج الانتخابات في الثاني من فبراير المقبل.

فمن خلال أحاديثنا ونقاشاتنا أستطيع التأكيد على أن هذا الحراك مستمر إلى ما بعد الانتخابات، وعلى المستوى الشخصي أجدني أكثر رغبة واستعداداً للدعم والمشاركة مع تلك الجهود الشبابية، لأنها هي التي ستساهم في صياغة مستقبل أكثر كفاءة وأكثر استقراراً.