بطلة المركب فرح يوسف: لم نقصد رصد الواقع في الفيلم

نشر في 11-07-2011 | 00:01
آخر تحديث 11-07-2011 | 00:01
تبحث الممثلة فرح يوسف دائماً عن كل جديد، لذا رفضت في الفترة الأخيرة مشاريع فنية كثيرة كي لا تقع في فخّ التكرار، إلا أنها وجدت في فيلم «المركب» ما يحفّزها على خوض التجربة.

عن سرّ حماستها للفيلم وتجربتها فيه، ورؤيتها للسينما في المرحلة المقبلة، كان اللقاء التالي معها.

رفضت أفلاماً كثيرة في الفترة الماضية، ما الذي جذبك الى فيلم «المركب»؟

أعشق الجرأة وخوض كل جديد ليس في السينما فحسب ولكن عبر أي وسيط، لذا رفضت كل الأعمال التي تضعني في قالب واحد نمطيّ. أما «المركب» فموضوعه جريء ومختلف، ويقدّمني بشكل جديد، كذلك كنت مطمئنة الى إمكانات المخرج عثمان أبو لبن وواثقة في أنه سيقدّم فيلماً جيداً، خصوصاً أن الجميع كانوا متحمّسين ويبذلون أقصى ما لديهم حتى تنجح التجربة.

علمنا أن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، فهل كانت شخصياته موجودة بالفعل؟

«المركب» مستوحى من قصة حقيقية، وهي غرق مركب كانت على متنه مجموعة من الأصدقاء، لكن المؤلف أخذ الفكرة وليس التفاصيل، أو بتعبير أدق أعاد بناءها بما يتوافق ورؤيته، لذا فإن الشخصيات التي ظهرت في الفيلم ليست موجودة في الواقع، وأي تشابه قد يراه البعض فهو راجع الى أن تلك النماذج منتشرة بين الشباب حولنا.

قدّمت شخصية فتاة متحرّرة، لكنها كانت تنصح صديقتها بعدم ارتداء لباس البحر، فهل هذا الأمر منطقيّ برأيك؟

نعم، لأن الشخصية التي أقدّمها فتاة متصالحة مع أفكارها وتؤمن بحرّية الآخرين في ما يرونه مناسباً لهم، لذا اعترضت على إغواء صديقتهم المحجّبة بارتداء لباس البحر، يضاف إلى ذلك أنها ليست ضد الحجاب بل تحترم من ترتديه.

لماذا لم نرَ خلفية اجتماعية كافية عن الشخصية التي قدّمتِها؟

لأننا لم نكن نقصد رصد الواقع الاجتماعي، بل رصد الموقف الصعب الذي تعرّض له هؤلاء الشباب ومدى تأثيره فيهم وفي تصرّفاتهم لاحقاً، وحجم التحوّلات النفسية التي حدثت لكلّ واحد منهم.

ما هي أصعب المشاهد التي واجهتك؟

كانت لكل مشهد في «المركب» صعوبته، لكن المشاهد الأصعب كانت تلك التي صُوِّرت في الماء، خصوصاً أنني لا أعرف السباحة، كذلك مشاهد أكل السمكة نيئة والتي أصرّ المخرج على أن تكون حقيقية كي يخرج المشهد طبيعياً. أما نفسياً فقد كان مشهد وفاة صديقنا أحد أصعب المشاهد.

كيف وافقت على السيناريو على رغم أنه يعتمد على السباحة وغيرها من التفاصيل التي لا تجيدينها؟

لم أستطع مقاومة موضوع «المركب»، وكنت متأكدة أنني سأجد وسيلة تعينني على أداء مشهد السباحة أو من ينقذني إذا حدث لي مكروه لا قدّر الله، خصوصاً أن جميع العاملين في الفيلم كانوا معنا في المياه، من المخرج عثمان أبو لبن مروراً بالمونتير، وصولاً الى اختصاصيّ في الغوص، أي أن المشهد كان مؤمَّناً، يضاف إلى ذلك أنني ارتديت بدلة الغوص.

هل ترين أن عرض الفيلم مناسبٌ في هذا التوقيت؟

يشتاق الناس دائماً الى الأعمال الجيّدة، والجمهور على درجة عالية من الذكاء ويستطيع التفرقة بين الجيد والرديء.

معظم أحداث «المركب» صوِّر في مكان واحد هو المركب، ألم تقلقي من أن يملّ الجمهور؟

كلا، فالجمهور لا يهمّه إلا الموضوع، وما دام المكان متوافقاً مع الأحداث فلن يشعر بالملل.

تعملين دائماً ضمن بطولات جماعيّة، فهل يعني ذلك أنك تفضّلينها أكثر أم أن زمن البطولات لم يحن بعد؟

لا تشغلني التسميات، فالمهم بالنسبة إلي هو أن يكون الفيلم عموماً جيداً سواء موضوعه أو دوري فيه، ثم إن جودة أي فيلم لا تقوم على شخصية واحدة بل عبر شخصيات كثيرة، حتى الأدوار الصغيرة أتصوّر أنها يجب أن تكون مؤثّرة.

لماذا تنادين دائماً بإلغاء الرقابة؟

لأن الرقابة لم تعد منطقية في ظلّ التطوّر التكنولوجي الكبير الذي نحياه، خصوصاً أنها دائماً ما تكون سيفاً مسلطاً على الإبداع ولا سيما على الأفكار السياسية أو الاجتماعية الجريئة التي يتناولها العمل. ثم إن وجود الرقابة ليس مرتبطاً بالأخلاق كما يعتقد البعض، لذا أرى أنها يجب أن تتحوّل إلى جهاز تصنيف عمري، كما يحدث في بلدان العالم المتقدّمة كافة.

هل ترين أن جمهور السينما سيختلف بعد 25 يناير؟

الناس الذين قاموا بالثورة وتأكّدوا من إمكاناتهم، لن يقبلوا بأيّ تفاهات بعد اليوم، بل سيرفصونها ويتمردون عليها.

كيف سيؤثر ذلك على السينما؟

لا بدّ من الاهتمام بموضوع الفيلم قبل كل شيء، ومن ثم إعادة هيكلة نظام الإنتاج عما كان متبعاً، بحيث يصبح المنتج هو من يختار الموضوع ثم يتّفق مع المخرج ويبحثان سوياً عن باقي العناصر.

هل ستختفي الأجور المبالغ فيها؟

لا بد من أن تنتهي مرحلة الأجور المرتفعة فلا يجب أن تتعدّى نسبة معينة من موازنة الفيلم مثل جميع بلدان العالم المتقدّمة سينمائياً. أما عندنا فأجر النجم يلتهم ميزانية الفيلم، ما يؤثر على جودته النهائية.

back to top