ننشر في هذه الحلقة وثيقة جديدة تتعلق بالمشاكل التي كانت تواجه الكويتيين عند جلبهم الماء من شط العرب، وهي عملية بدأت في عهد الشيخ مبارك الصباح واستمرت إلى بداية عهد الشيخ عبدالله السالم، وانتهت بإنشاء محطة الشويخ لتحلية مياه البحر في عام 1953. وثيقة اليوم يعود تاريخها إلى 23 سبتمبر عام 1937 وهي ممهورة بتوقيع الشيخ أحمد الجابر، أمير البلاد آنذاك، وموجهة إلى المعتمد البريطاني في الكويت.

Ad

يقول الشيخ أحمد في الرسالة إن الطلب على المياه من شط العرب قد زاد مؤخراً في الكويت، وتسبب ذلك في نوع من الذعر لدى المواطنين بسبب عدم كفاية ما يرد من مياه إلى الكويت من الشط، وعندما طلب من نواخذة جلب المياه من الشط زيادة نشاطهم والإسراع في توفير المياه، أخبروه بأن معاملة مدير جمرك الفاو هي السبب الرئيسي في تأخير جلب المياه، إذ يضطرون إلى الانتظار ساعات طويلة، بلا سبب، حتى يسمح لهم بالعودة إلى الكويت.

وطلب الشيخ أحمد في نهاية الرسالة من المعتمد البريطاني أن تعمل حكومته على حل هذه المشكلة الحيوية بالسرعة الممكنة بالتنسيق مع المعتمد البريطاني في العراق. وإليكم نص الرسالة كما ورد:

«حضرة حميد الشيم، المحب، العزيز، المعتمد السياسي للدولة البهية، القيصرية، الانكليزية بالكويت دام محروسا،،

بعد السلام، والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور. من مدة أيام والى يوم تاريخ حصل زحمة على الماء ولما أمرنا على أهل السفن التي تشتغل بالماء من الشط وأكدنا عليهم بالهمة وعدم التعطيل أجابوا بأنهم مازالوا مجتهدين في ذلك. ولكن التأخير، يقولون، عندما نترس الماء، ونتحدر إلى مركز الجمرك، يحصل لنا مانع، وذلك بواسطة عدم حصول رخصة السفر بوقته من مدير جمرك الفاو، وعلى الدوام نتعطل اثنا عشر أو خمسة عشر ساعة أو أزيد. ومن أسباب ذلك حصل هذه الزحمة على البلد.

فلذا نرجو بذل عنايتكم في هذه المسألة، ورفعها للمراجع الايجابية، للنظر في قضية سفن الماء لان جل ممول البلاد بالماء على السفن، وتعطيلهم في مركز الفاو يئول منه كلافة حيث لا يوجد أسباب لهذا التعطيل. فالأمل أن تلاحظون هذه المسألة بعين العناية لما لها من أهمية. ودمتم مشكورين. في 17 رجب 1356 موافق 23 سبتمبر 1937.

مخلصكم/  احمد الجابر

حاكم الكويت

ونتيجة لهذه المشاكل، فقد بدأ المعتمد البريطاني يثير تساؤلات حول الحاجة إلى الماء للجنود البريطانيين في الكويت في حالة الحرب، وكيف يمكن توفير المياه لهم بشكل مضمون وبدون عوائق. لذلك كتب رسمياً في هذا الشأن مخاطباً المقيم البريطاني في الخليج ينبهه إلى هذا الأمر، فرد عليه المقيم البريطاني في الخليج برسالة سرية بتاريخ 27/11/1937 بالقول إنه يشاركه القلق من عدم توفر المياه في الكويت للجنود البريطانيين، في حالة الحاجة إلى جلب قوات إلى الكويت، إلا من خلال السفن العسكرية، أو باستخدام محطة تحلية يتم جلبها معهم. لذلك طلب المقيم البريطاني في الخليج من المعتمد البريطاني في الكويت تشجيع أمير الكويت على القيام بعمليات استكشاف جديدة للمياه الجوفية في الكويت، وهو ما تم القيام به لاحقا، ولكن دون نجاح يذكر.