العالم تطور والاختراعات المهمة كل يوم تزيد، ونحن هنا لا نقوم سوى بالكلام والكلام فقط دون أفعال دون مواقف تذكر، ونحن أيضا نهدم بعضنا بالكلام، من كثرة الكلام لم يصبح هناك وقت للإبداع والاختراع، نعم هذا ما نمتاز به كعرب.

Ad

لطالما كانت شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة للتعبير عن الرأي، وللتعرف على قدوتك وشخصيات شهيرة تحبها، الكل يختار ما يحب، فتلك هي حريتك، وتلك هي خياراتك في الحياة، وتلك هي معتقداتك. أراؤك واعتقاداتك هي لك، ولك الحق في أن تعبر عن وجهة نظرك ولك حرية الانتماء لأي حزب ديني أو سياسي، لكن عليّ أنا أيضا- وإن كنت أختلف عنك- أن أحترمك أنت أيها الآخر المختلف. من ملاحظتي لبعض الكويتيين في «تويتر» أنهم لا يتقبلون الرأي الآخر، بل يعتبرونه نوعاً من الخروج عن المألوف إن لم تتبع رأيهم وتكن معهم. هناك فئة تتلون وتتقلب حسب شعبية الموضوع، وعلى أساسها تقرر أنها ستؤيد هذا الاتجاه؛ لأنه قد يزيد من شعبيتهم حتى إن كانت ضد مبادئهم، وتلك أيضا هي حرية شخصية بأن تكون منافقا ومتلونا حسب أهوائك، ولكن عندما تتوقع أن يفقد الجميع هويته ليصبح مسخا يشكله الآخرون فأنت هنا تستهزئ بالآخر صاحب المبدأ والموقف الحقيقي! لاحظت أنه في كثير من المرات أعبر فيها عن رأيي سواء أنا أو غيري نواجه فيها هجوما حقيراً وقذراً من أصحاب النزعة المتطرفة. أنتم السبب في عدم تطور لغة الحوار، والسبب في الفوضى، والسبب في نشر الحقد والكراهية، وتحتاجون إلى تهذيب أخلاقكم بفرض عقوبات مغلظة إن تعديتم حدود الأدب. شبكات التواصل هي للتواصل وليس للسباب، ولكن هناك من يستخدم هذه المواقع لنشر روح الكره والتنابذ، متوقعين أنهم بذلك سيحققون غايتهم. العالم تطور والاختراعات المهمة كل يوم تزيد، ونحن هنا لا نقوم سوى بالكلام والكلام فقط دون أفعال دون مواقف تذكر، ونحن أيضا نهدم بعضنا بالكلام، من كثرة الكلام لم يصبح هناك وقت للإبداع والاختراع، نعم هذا ما نمتاز به كعرب. قفلة: تعاليم الدين الإسلامي تحث على التسامح واحترام الآخر، حتى إن كان من دين غير دينك، ولكن ما يجري في العالم الإسلامي اليوم هو عكس ذلك تماما، أن تختلف عني فأنا أكرهك وأكره جميع أهلك وسأسعى إلى هدمك... مصيبة كبيرة!