في بيانها التأسيسي، لخصت رابطة الكتّاب السوريين الأسباب وراء تأسيسها: «بموازاة ثورة شعبنا السوري من أجل الحرية والكرامة والنهوض الوطني، نعتزم، نحن، مثقفون سوريون متنوعو المنابت والمشارب، تأسيس رابطة للكتاب السوريين الأحرار، تعبّر عن مشاركتنا في الثورة السورية، داخل الوطن وخارجه، ووقوفنا إلى جانب شعبنا الثائر، وعن شعورنا بالحاجة إلى إطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب السوريين، يعبر عن الواقع الجديد لسورية التي تولد الآن في شوارع الحرية».
إن ما يجري اليوم على أرض سورية العروبة الأبية من قتل وحشي لا يميّز بين طفل أو شيخ أو امرأة أو رجل، لهو جريمة كبرى بحق الإنسانية، وحيال ذلك، ولأن الكلمة هي سلاح المبدع في كل الأزمان، ولأن العالم يعيش عصر الفضاء المفتوح، والوصل الإنساني عبر مواقع شبكة الإنترنت، فلقد لجأت مجموعة من كتّاب ومثقفي سورية إلى تأسيس «رابطة الكتّاب السوريين»، وجعلوا لها موقعاً إلكترونياً (syrinanswa.com)، لتكون تأييداً وعوناً ووثيقةً لما يجري على أرض الوطن، وتساهم في فضح جرائم النظام المفضوحة أصلاً، وتنقل للعالم صورة ناطقة عن سلوك الدكتاتور في لحظات جنونه بسقوطه، وعن البطش والدمار الذي لحق ويلحق بالشعب السوري بشراً وحجراً. يعيش العالم عصر الإعلام والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت وصور وأفلام الهواتف النقالة، ويجتمع في اللحظة ذاتها لمتابعة حدث بعينه والوقوف على الحقيقة، وبما يؤكد أن الكلمة والصورة تستطيعان أن تقفا في وجه الطلقة وفي وجه الدكتاتور وآلة بطشه، وأنهما قادرتان على تحريك مشاعر العالم الحر والإنساني. وهذا يُظهر أن دور المبدع والمثقف أصبح في القرن الواحد والعشرين أهم وأكبر، وأنه بات في إمكانه أن يناصر ويشارك في ثورة بلاده بأشكال سلمية متعددة وفاعلة، ومن أنسبها مخاطبة العالم باللغة التي يفهم. إن مبادرة مجموعة من الكتّاب والفنانين والمثقفين السوريين لتأسيس رابطة للكتّاب في هذا الوقت تحديداً، لتكون صوتاً حراً وضميراً ناطقاً باسم الشعب السوري، ليظهر الوعي الكبير بالدور المناط بكل كاتب وفنان حر وشريف، مثلما يظهر أهمية ووظيفة الفن الاجتماعية، وخاصة في أوقات الحروب والثورات. وأخيراً فإن هذه المبادرة تشير إلى ضرورة تكاتف كل الجهود الخيرة للوقوف في وجه الدكتاتورية والبطش والقتل. فما يجري على الشعب السوري لا يمسّ ويصيب الشعب السوري وحده، بقدر ما يمسّ ويصيب كل أحرار العالم، الذين يؤمنون بالحرية ويؤمنون بحق الإنسان في العيش الكريم. لقد جاءت ثورات الكرامة العربية، ولم تكن أبداً ربيعاً، بل كانت شتاءً قاسياً تملأ سماءه الرعود والبروق والعواصف. وكانت صداماً مجنوناً بين شعوب تؤمن بالسلم والحرية وحقها المشروع في العيش الكريم، وبين دكتاتور مدجج بآلة القتل لا يرى إلا سطوته المطلقة في السيطرة على كل شيء والاستيلاء الأعمى على مقدرات الشعب، وعشقه وتعيشه على ذل ودماء شعبه. جاء شتاء الرعود العربي ليعبر عن انفجار الإنسان العربي بوجعه نتيجة عقود من الظلم والدكتاتورية، وليظهر للعالم أجمع عشقه للحرية، مما ساهم في تغيير صورة العربي لدى الآخر، وقدم للعالم صورة مشرفة عن إنسان يؤمن بالسلام، ويتظاهر عاري الصدر ليواجه آلة القتل، ولا يزيده العنف الوحشي إلا تصميماً على المضي في طريق الحرية والعدالة والديمقراطية. موقع «رابطة الكتّاب السوريين» إلى جانب تقديمه جميع أنواع الإبداع، يقدم حوارات ودراسات وترجمات وأدب طفل، واقفاً إلى جانب ثورة شعبه المطالب بالحرية والكرامة. وإذا كانت الرابطة قد تأسست بمبادرة سورية، فهي بالتأكيد رابطة كل الكتّاب العرب المؤمنين بالحرية والسلام، وكم يشرفني أن أكون أحد الكتّاب المنتسبين إليها.
توابل
رابطة الكتّاب السوريـين... صوت سورية الحر!
06-03-2012