وماذا بعد؟ سؤال لا تكاد تقابل أحداً إلا ودحرج هذا السؤال على مسامعك... وماذا بعد؟ ووفقاً للمعطيات التي نراها ونعيشها، ووفقاً لمعرفتنا القريبة بكل الفرقاء والفاعلين في الأحداث فإن الأمر متجه إلى أزمة تتبعها أزمات، فالفرقاء يتمترسون في مواقفهم ويتبادلون القذائف الكلامية كل صباح وكل مساء ويتبادلون الاتهامات المخلة بالشرف دون تردد ولا حياء، والمناصرون من حولهم يصفقون ويصفرون تأييداً ودعماً وتحريضاً، ولا نرى في آخر النفق المظلم نوراً ولا نتوقع تغييراً ولا حسماً بانتصار فريق على الآخر وهذا ما سيزيد الأمر تعقيداً وتأزيماً.

Ad

لذلك كله قلنا ومازلنا نقول إن الحل يبدأ أولاً بإشراك الناس جميعاً في المساهمة في حلحلة الأوضاع الجامدة وفتح الطريق أمام وجوه جديدة لم تتلوث بأوساخ المصالح الضيقة ولا بالمنافع الشخصية، والسعي لتحقيق بطولات زائفة على حساب الوطن، ولم تتلطخ بقاذورات الانتفاخات المحرمة، فحل المجلس أولى خطوات الإصلاح، فالأمر وصل إلى مرحلة لا يمكن الاستمرار فيها، وقد بلغ السيل الزبى ولم يعد أحد يسمع لأحد، وقد امتلأت الصدور غيظاً، وغطت القلوب سحابة من طيش وعناد، أصبح التوافق معها شيئاً أقرب إلى المستحيل إن لم يكن هو المستحيل بعينه.

***

محاولة إدخال اسم المملكة العربية السعودية في الأحداث الأخيرة، عمل خطير يرقى إلى الفتنة الكبرى التي لا يجوز السكوت عنها ولا تجاوزها، وحتى لو كان قائلها سفيهاً لا سمع له ولا يحسب له حساب، فمحاولة حشر السعودية في الأحداث هي امتداد لأحداث طائفية في المنطقة يريد البعض أن يجرنا إليها جراً تحقيقاً لأهداف خارجية واضحة المعالم ومكشوفة التفاصيل، يعلمها القاصي قبل الداني ولا تخفى على أحد، والشعب الكويتي أوعى من أن تمر عليه تلك النوايا الشريرة أو التصريحات الرديئة، فتب قائلها ومصدقها ومرددها.