هل ستعرف بلادنا الهدوء وتنام قريرة العين بعد كل العواصف التي ضربتها خلال السنوات القريبة الماضية؟

Ad

المؤشرات التي بين أيدينا لا تشجع على التفاؤل، ولا تستطيع أن تمنع المتشائمين من إطلاق تحذيراتهم والعيش في غمهم وخوفهم على مصير البلد ومستقبله، فالاستعدادات للحملة الانتخابية القادمة بدأت كلها تشير إلى نتيجة واحدة، وهي أن الحرب قادمة وأن أسلحة الدمار الشامل ستستخدم وعلى نطاق واسع، وستحرق الأخضر واليابس، فالتهديدات المتبادلة بين الخصوم بدأت قبل إعلان موعد الانتخابات، وتطايرت التهديدات وكأنما هي قذائف صاروخية تضرب في كل الاتجاهات، وبعد أن كانت الحملات الانتخابية تركز على برامج المرشحين وطموحاتهم، وتعهداتهم بالسعي إلى تحقيق مطالب ناخبيهم وتحسين أوضاعهم وحل مشاكلهم، وانتقاد سياسات الحكومة، ومستوى الخدمات التي تقدمها للجماهير، انتقلنا إلى تشويه سمعة الخصوم، وفتح ملفات ذممهم المالية وغير المالية، والاستعانة بالمستندات الحقيقية والمزيفة للطعن فيهم وتشويه سمعتهم، فلم يعد النقد محصوراً في دائرة الأداء، بل تجاوزه إلى الذمة والشرف، وكل الأمور الشخصية دون استثناء، «وعلي وعلى أعدائي يا رب».

وفي مثل هذه الأجواء غير الصحية، لا يستطيع حتى أكثر المتفائلين أن يتوقع أن تسير العجلة الانتخابية دون حدوث مشاكل، قد تصل إلى اعتداء المتخاصمين بعضهم على بعض، وتجنيد «الشبيحة، والبلطجية» وأشباههم للنيل من الخصوم، فالانتخابات القادمة لن تكون نظيفة ولا شفافة، بل ستكون أقرب إلى الحرب الداخلية منها إلى عملية انتخاب... والله يستر.

***

الكلام المتشائم أعلاه هو أقرب السيناريوهات إلى التحقق، وليس هناك ما يمكن أن يحده، ويضبطه إلا الرهان على وعي الناخب الكويتي، ودرجة ثقافته، وتمسكه بالدستور والقانون، ورفضه للخوض في القاذورات السياسية، ونأيه بقاعة عبدالله السالم عن المرشحين الذين لا يشرفون أهل الكويت، ولا يستحقون توكيلاتهم، فالكويت تستحق الأفضل، وقاعة عبدالله السالم تستحق الأشرف، والمرحلة تستحق الأعقل، وكفى ما مضى، والفرصة المتاحة اليوم قد لا تعود في الغد.