كعادته وجَّه صاحب السمو كلماته إلى أبنائه في مجلس الأمة وسائر فئات الشعب الكويتي، وكان سموه مهموماً، ظهر ذلك في نبرات صوته، ونظرات عينيه، ومفردات خطابه، ويحق لمثله أن يحمل هماً، فالمسؤولية عظيمة، والسماء ملبّدة بالغيوم، والجميع مشغولون بعضهم ببعض دون أن يقدروا الظرف والزمان... وقد أظهرت كلمات سموه بعض أسباب همه، ولعل أعظمها وأكثرها إيلاماً، خطر الانزلاق نحو الطرح الطائفي والفئوي ووصوله إلى المؤسسة التعليمية والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على ذلك من تأسيسٍ للناشئة على الفرقة والاختلاف ونبذ الآخر وترصده.
كما أظهرت كلمات سموه التوتر بين السلطتين والصراع الظاهر للعيان بينهما، وتصرفهما كخصمين يتصارعان في حلبة مصارعة لا شريكين يتعاونان في قاعة عبدالله السالم لخدمة هذا البلد وتقدمه وازدهاره، كما لفت صاحب السمو النظر إلى بعض الممارسات التي تتم خارج نطاق الدستور والتقاليد البرلمانية التي لن يجني منها الوطن غير مزيد من الفرقة والشقاق.وكان من أسباب همه أيضاً، انشغال السياسيين الكويتيين عن الأخطار التي تحيط بنا والمشاكل الاقتصادية التي تضرب العالم أجمع، والتي تحتاج منا إلى أكثر من وقفة، وتوحيد الجهود والتعاون بين السلطتين كي نحصِّن أنفسنا وبلدنا منها ومن تداعياتها وأخطارها.وبيَّن سموه أن توجيهاته تلك لا تدعو إلى التقاعس عن محاسبة المقصرين حسب قواعد الدستور وأحكامه، فهذا واجب ومنهاج على كل أحد، كما دعا سموه الإعلام والإعلاميين، أحد الأركان الأساسية في منظومة الكويت الديمقراطية، إلى عدم الانزلاق إلى الفتنة وصبّ الزيت على النار، وانتهاج أسلوب الإثارة وافتعال الأزمات من أجل الانتشار والتكسب على حساب الوطن.كما حث سموه المواطنين على ممارسة حقهم الدستوري في مراقبة نوابهم ومتابعة أعمالهم ومواقفهم وتشجيع المصيب ومحاسبة المخطئ، حتى نضمن رشد الممارسة واستقامة الأعضاء... فهل من مدكر؟
أخر كلام
كلمة راس: الأمير يحمل هماً
26-10-2011