ماذا تريد الجامعة العربية؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كان على العرب الذين يوجعهم فعلاً وجع الشعب السوري، والذين يخيفهم أن تذهب سورية إلى التشظي والانهيار إذا بقي هذا النظام يتصرف بهذه الطريقة وإذا بقوا هم يلوذون بالمثل البائس القائل: "العين بصيرة واليد قصيرة"... كان على هؤلاء ألا يصبروا كل هذا الصبر وألا يتريثوا كل هذا التريث، وكان عليهم ألا ينتظروا لملمة وضعٍ عربي مزر ومخجل، ويتركوا دولة محورية شقيقة تنهار كما انهار العراق وكما انهار الصومال. إنه من غير الممكن توفير إجماع عربي على قرار تتخذه الجامعة العربية لردع نظام الرئيس بشار الأسد ومنعه من مواصلة استخدام القوة العسكرية المفرطة لمعالجة انتفاضة شعبه ضده وضد نظامه، ولهذا فإن الانتظار لإقناع المشير عمر حسن البشير وإقناع باقي ما تبقى من نظام الرئيس علي عبدالله صالح سيوفر لهذا النظام السوري الفرصة التي يريدها والتي تريدها روسيا "الفلاديميرية" للقضاء على هذه الانتفاضة التي تحولت إلى ثورة شاملة، والتي ستتحول حتماً إلى مواجهة عسكرية مكلفة إذا تواصلت الانشقاقات في الجيش السوري وهي ستتواصل بالتأكيد.ولهذا فإنه لابد من القول للدول المنحازة إلى النظام السوري بحكم أوضاع رؤسائها وأوضاع أنظمتها وأيضاً للدول المؤلفة قلوب القائمين عليها إن للصبر حدوداً، وإن الاستمرار في السكوت عما يتعرض له السوريون من مذابح يومية هو أكثر من مشاركة في هذه الجريمة البشعة، ولابد من الفراق إذا كانت هذه الوحدة الهشة تعني الصمت عما يجري في سورية من مذابح بشرية، وأيضاً الصمت عما يجري في "اليمن السعيد" من جرائم على أيدي جلاوذة النظام وأعوانه.لا ضرورة إطلاقاً لهذه اللجنة الوزارية التي جرى تشكيلها، ولا ضرورة لسياسة الترضيات هذه، بينما تتواصل المذابح اليومية في كل مدن سورية، وعلى الأمين العام للجامعة العربية الجديد أن يدرك أنه لو انتظر عرب الجامعة إجماعاً عربياً لاتخاذ موقف حازم تجاه غزو صدام حسين للكويت فلربما تأخر تحرير هذه الدولة الشقيقة سنوات عدة... إن ليس حتى الآن!