1
في الليل يغفو الملاك وفوق رأسه تلمع هالةُ الأبدية، إنه الموت، الشقيق الأصغر للحياة. إذا وضعتُ يدي في يد الكلمة، سأجد الطريق، سأجد النافذة والعتبة، وزهرة الضوء، والرسالة التي حملتها الريح إلى بابي. في الغرفة بين الدخان والنار غادرت، بعينين خضراوين، غادرت لأن اللحظة أتت أخيراً، لتقول الشيء دفعة واحدة، وبحسم لا يطاق، تحت الحجارة، في وادٍ سحيق، على فم الينبوع يقف الغراب الجريح، هكذا ظنوا.2كلا العينُ رصاصية هذه المرة، لستُ ميتاً، لستُ نائماً.من خلف الزجاج أرى جسراً تعبره الآلهة. إلى أين ستأخذني يا قطار ايامي.ابريل أقسى الشهور، أبريل أصدقائي، الأحياء والموتى. طفولة تنحني على خط الأفق، حمامةٌ بيضاء، كثلج الشمال. كلا، في العربة الأخيرة من قطار الليل، أنا المسافر الوحيد. لا أحد هنا، لا أحد هناك وحياتي أغنية، تعبرها الريح.أشرب من ابريق الزمن نبيذاً، من يد متحجّرة.نجومٌ كثيرة تعبرُ هذه الصحراء. عجلات القطار تمضي إلى المحطة التي لن يعود منها أحد. هناك ينبغي انتظار الـ ماذا والأين.هناك تضربُ الشوكةُ المسمومةُ قلب المسافر الذي لا ينام.3صمتٌ محاط بسرير من ثلج، صمتُ المسرات التي ضاعت في الطريق.لتكن تلك حياة أخرى اذهب الآن واشرب من ينبوع الأخت ذات العينين العميقتين. تكلم في الحديقة الخلفية للأناشيد كما لو كنتَ تكلم الغرباء، تكلم بالفم الذي يرحب بالعميان والموتى.4الثامن والعشرون من أكتوبر أمسية بركانية، هلال أبيض ضائع في طريق المجرات، حكمة الذين خسروا الثمرة.ها هو الجسر ينفتح أمام خطواتي للمرة الألف، لأعبر، أعبرُ وتعود الصرخة إلى الحنجرة، الزقاق الذي كان مهجوراً، عاد بلآلئه المسروقة إلى الواجهة، الطائر الذي عرفته طفلاً، عاد ريشه الملون، ليسرق الضوء، الصبية التي كانت تسقي أزهار أيامي، تشوهت تحت مخدة العذاب، الشجرة أسيرة في يد الحرب. الحرائق تمتد إلى ما لا نهاية، الجسر فاصل صغير بين حياتين، انه مساء الثامن والعشرين من أكتوبر، العقرب صديقي المائي، نائمٌ في ظلامه العميق، أقف وحدي لأقول ربما كانت البلدة نائمة، ربما كان البلد كله نائماً، ربما لم ينم أحد غيري. كأن الأفق دم أو إشارة إلى المجهول.5كلما خطوت خطوة ظهر لي القنفذ ليشرح لي معنى العالم.شجرُ الليل ينحني، الساعة الذهبية تتنفس، الموتى يعودون قُبيل الفجر إلى ديارهم، وأنا في الطريق أحدق في الظلام مليئاً بصمت الغابة والحجارة.
توابل
قبل الإغفاءة وبعدها
26-10-2011