لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
حتى أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية إسرائيل الذي يُعتبر الأكثر تطرفاً في حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية هذه، لم يعد يطرح هذا الموضوع إطلاقاً، وكذلك فإن المؤكد أن الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تُصر على إقامة دولتين قابلتين للحياة والاستمرار جنباً إلى جنب، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، لا يمكن ولا يجوز أن تطرح التوطين رسمياً وجدياً، وبالتالي فإنها غير ملزمة بتصريح "فَقَعه" أي عضو كونغرس من أجل جلب وجذْب الأضواء إلى وجوده.ثم إن الشعب الفلسطيني، المكافح والمجاهد والذي بقي على مدى قرن كامل يتمسك بوطنه كله من البحر حتى النهر وبقي يدفع تضحيات عظيمة كل هذه الأعوام الطويلة، لا يمكن أن يقبل أن يكون شعباً زائداً، فالمسألة بالنسبة إليه ليست مسألة مأوىً أبدياً أو مؤقتاً، بل هي مسألة وطن سرمدي لا يمكن استبداله حتى بجنان النعيم وحتى بأهم وأفضل وأغنى بقعة من الكرة الأرضية. وكذلك فإن الأردنيين كلهم، مَن كانوا مقيمين هنا في هذه الأرض المباركة منذ أبد الآبدين ومَن جاؤوها بينما بدأت تتشكل فوقها هذه الدولة الأردنية أو بعد ذلك تحت ضغط مؤامرة إقامة هذه الدولة الإسرائيلية فوق الجزء الأكبر من فلسطين في عام 1948، لا يمكن أن يسمحوا لمؤامرة الوطن البديل بأن تمُر وهم سيقاتلون إذا اقتضى الأمر إلى أن يتحولوا كلهم إلى شهداء.