إذا أردت أن تكون في معسكر الأبطال فكن معنا، تُعسكر في خِيَمنا وتأتمر بأمرنا وتأكل من الرغيف الشعبي معنا، وتهاجِم معنا الفاسدين الذين نحن نختارهم، وإذا قررنا في يوم من الأيام الانسحاب التكتيكي من ساحة المعركة (أو لنسمها إعادة التمركز) فاتبعنا، وإلا وضعناك في خانة "الصفقات المشبوهة"!

Ad

فنحن من يحدد الزمان والمكان، ونحن من يفرق بين الأخيار والأشرار، والمتخاذلين والثوار، ونحن من يرفع الستار لتبدأ المسرحية، كما أننا نحن من يقرر إسدال الستار!

شخصياً أرى فيما تم طرحه في ندوة "التحالف الوطني" تحليلاً منطقياً لكثير من الواقع المرير الذي يعيشه البلد، فحقيقة أن المرتشي ليس شخصاً واحداً لا تعني بأي حال من الأحوال اختزال الراشي بجهة واحدة أو شخص بعينه، كما أن الرشوة لا تقتصر على الأوراق النقدية فقط، حيث إن الواقع السياسي صار أشبه بلعبة "المونوبولي" الشهيرة، فالكل يشتري كما أن الكل يبيع والكل يتبادل الأدوار لتحقيق مصالح معينة، فمنهم من يسعى إلى اصطياد الجميع، ومنهم من يحاول الهروب من المصيدة، والآخر يقبل بأقل الخسائر لكي يضمن الاستمرار في اللعبة، ومنهم من يرهن ما لا يملك لتسديد ديونه، وذلك الذي يكتفي بالمراقبة عن بعد!

إن ردود الأفعال غير المبررة حيال الموقف الذي طرحته الدكتورة أسيل بدعم استجواب الرئيس "من حيث المبدأ"، يعكس حالة "الاستعلاء" التي تعيشها بعض النخب السياسية بالإضافة إلى الانقياد الأعمى الذي يمارسه الشارع بشكل عام، فماذا عسى أن يكون رأي النائب في استجواب لم توصغ محاوره حتى اللحظة؟ وإذا كان غبار الصراع بين "الشعبي" و"التنمية" لا يزال قائما يُلبد السماء ويحجب الرؤية على خلفية من يقوم بصياغة المحاور بهدف أخذ الصدارة، فكيف تريدون إقحام الآخرين في سباق التكسب الذي تخوضونه؟

في حقيقة الأمر، ربما كان من الأفضل عدم عقد الندوة من الأساس والاكتفاء بالمقابلة التي أجرتها الدكتورة أسيل على قناة "الراي" مع الصديق بوفتين، لقول كل ما يجب قوله، لكي لا يجد أبطال الصراخ مساحة لتأدية رقصة التشكيك، وندعو الله ألا تنتهي لعبة "المونوبولي" لتبدأ بعدها لعبة "الريسك"!

فمن حيث المبدأ... إنكم تلعبون سياسة

ومن حيث المبدأ... أنتم تداعبون المبدأ

ومن حيث المبدأ... ما عندكم سالفة!

خربشة:

لن يهدأ لهم بال حتى تتم "لبننة" الحكومة الكويتية، لتأتينا "معلبة" من الخارج!

*twitter: @Dralijamal