كلمة راس : الجامعة العربية... والدماء السورية
شعوب الأمة العربية لم تبنِ يوماً من الأيام أملاً قومياً على الجامعة العربية، ولم تلتفت إليها أبداًً، ولم تصدق أنها قادرة على حل مشكل عربي مهما صغر، فهي قطعة ديكور، ويافطة كبيرة للتذكير بأننا أمة واحدة فقط لا غير، وإلا بربكم ألم يصل إلى القائمين على تلك الهيئة ما يحدث كل يوم في الشارع السوري؟ ألم تحرك دماء الشهداء التي سالت على شوارع المدن السورية والقرى الثائرة هناك ساكناً في قلوبهم وصدورهم؟... العدد تجاوز الألف... هل ينتظرون حتى يصل إلى العشرة كي يتحركوا؟... ما هو الأغلى والأهم... أرواح الشعب وكرامته أم بقاء الحاكم على كرسيه؟ هل أصبحت الجامعة جامعة الأنظمة بعدما كانوا يصفونها بأنها منبر الأمة وحارس وحدتها؟ ألم يبق في هذه الأمة العظيمة رجل مسؤول يصدع بالحق ويطالب باجتماع عاجل لوقف سيل الدماء المتدفق هناك؟ هل أصبح قدر الشعوب العربية أن تبحث دائماً عن منقذ أجنبي يساعدها في مواجهة الظلم العربي؟ هل أصبحت تركيا ورئيس وزرائها طيب أردوغان أكثر غيرة وأكبر نخوة للعرض والدم العربي من العرب أنفسهم؟ أين رجال الثورة في مصر؟ ألم يشعروا حتى الآن بمعاناة إخوانهم في سورية؟ لماذا لا يتوجهون نحو الجامعة العربية ويطالبونها بالتحرك السريع لاتخاذ مواقف مشابهة لما حدث تجاه الثورة الليبية؟ روسيا والصين تنتظران القرار العربي، فمتى يا ترى نسمع بهذا القرار؟ الوقت يمر، والقتل مستمر، والنظام مازال يتمادى في غيه، ومازال يدفع بجنوده ودباباته نحو المدن السورية يقتل ويدمر، ويأسر ويهدد دون خوف من رادع.
إن الشعب العربي السوري البطل، ينتظر النصرة منكم، وهي حق له عليكم فلا تخذلوه.