حين نسيء الاختيار مرة، فنحن نملك بعدها القرار بتحسين من يمثلنا وتغييره، وبذلك نكون قد استخدمنا حقنا كناخبين وناخبات، لكن الامتناع سيجعل كفّة غيرك ترجح، وأنت بذلك لا تعرف إن كانت تلك الكفة هي التي ستدمرك أو ترفعك، لأنك بكل بساطة تكاسلت عن المشاركة، واخترت العزوف وهو حل المستضعفين، فهل تريد أن تكون مستضعفاً بلا رأي أو هوية؟

Ad

كنت أشاهد قبل أيام تسجيلاً لحملة "يفرق"، وهي حملة تبين وبكل بساطة أهمية الإدلاء بصوتك في هذه الانتخابات، عن طريق فيديو فكرته بسيطة يصلك بمعاني الحملة ومضمونها بشكل مباشر.

لكن انتشار هذه النوعية من الحملات والشعارات، هو إنذار يوحي بعزوف الناس عن التصويت بسبب الأوضاع العامة المحبطة، كلنا محبطون من أداء البرلمان في الكويت، لكن العزوف عن التصويت ما هو سوى مصيبة أكبر في ترسيخ أسس المشكلة.

حين نسيء الاختيار مرة، فنحن نملك بعدها القرار بتحسين من يمثلنا وتغييره، وبذلك نكون قد استخدمنا حقنا كناخبين وناخبات، لكن الامتناع سيجعل كفّة غيرك ترجح، وأنت بذلك لا تعرف إن كانت تلك الكفة هي التي ستدمرك أو ترفعك، لأنك بكل بساطة تكاسلت عن المشاركة، واخترت العزوف وهو حل المستضعفين، فهل تريد أن تكون مستضعفاً بلا رأي أو هوية؟ أنت حتى لا تملك حق التذمر لأنك لم تشارك بالتصويت، ولم تساهم في أن تشجع من يمثلك ليصل، وليعبر عنك، وليكون نائباً عن صوتك!

هل تعلم أنك في كل مرة تتخلى فيها عن حقك في المشاركة والتصويت فإنك تسمح بذلك لشخص آخر غير مؤمن بفكرك ومعتقداتك بممارسة الاضطهاد عليك؟!

قد لا تجد في الساحة من يمثلك بشكل كامل، ولكن اختر الأقرب إليك وإلى تفكيرك وانتمائك، وإن لم تجد فاختر مرشحاً جديداً ومرشحة جديدة، أعطهم الفرصة فلربما يكونون تلك الشمعة التي ستنير لنا دروب الظلام التي أجاد البعض نثر الشوك فيها.

إعطاء صوتك لمن يستحق كإشعال شمعة جديدة على دروب الأمل، المستقبل بيدك وبقلمك تملك القرار لتضع مستقبل الكويت في مسارها الصحيح مرة أخرى.

وتذكّر حين تمتنع أن الطرف الآخر لن يمتنع، وسيسخّر جميع أهله للتصويت لمعارفهم وأهلهم وقبيلتهم وطائفتهم، وأنت هنا تمتنع لتجعل عنصريتهم تتحكم بمصيرك!

لا تسمح بذلك، لأن التغير قد يكون بيدك وبيد الآخر القدرة على التدمير، وبالتوازن بين صوتك وصوته قد نتوصل إلى مجلس معتدل الأفكار بعيد عن التطرف السائد.

قفلة:

تستحق المرأة أن يتم التصويت لها في كل الدوائر التي ترشحت بها، فعلى الرغم من كل الانتقادات كان أداؤها أفضل بكثير من النواب الرجال الذين أجادوا فن الردح والشتم في المجلس، لا تسمع من يقول كلمة: ماذا عملت المرشحات السابقات، بل قل لهم: ماذا فعل المرشحون السابقون سوى التأزيم؟!