الغذاء المتوازن ودور العناصر المعدنيّة في بناء الجسم

نشر في 15-06-2011
آخر تحديث 15-06-2011 | 00:01
 د. رباح النجاده جسم الإنسان مركّب من عدد كبير من العناصر المعدنية تشمل تقريباً جميع المعادن ما عدا الذهب والفضة، يصل عددها إلى حوالي 45 عنصراً يحتاج إليها الجسم بكميات صغيرة جداً وهامة جداً في آن لبنائه وقيامه بالوظائف المختلفة من دون خلل أو مرض. وعند نقص المعادن فيه، يتعرّض الجسم لسلسلة من الأمراض المرتبطة بنقص هذه العناصر، وجميعها موجودة في التربة ما عدا اليود المتوافر في البحر.

تبدأ أهمية العناصر المعدنية للجسم منذ يكون الإنسان جنيناً في بطن أمه، وعندما ينقص عنصر واحد أو أكثر من هذه المعادن في الطعام الذي تأكله الأم الحامل يومياً فإن تركيب جسم الطفل يتأثر ويتضرر. وللعناصر المعدنية فوائد متعدّدة منها:

- إكساب أنسجة الجسم المرونة والمطاطية للعمل.

- تؤدي المعادن دوراً مهماً في بناء الأنسجة المختلفة سواء كانت صلبة كالعظام أو لينة كالعضلات.

- حفظ كثافة السوائل والدم والإفرازات المختلفة.

- تنظيم التفاعلات الكيماوية في الجسم.

- الحفاظ على محتويات القناة الهضمية من التخمّر والتعفّن.

- إكساب السوائل خاصية الانتشار في الجسم والحفاظ على الضغط.

- المساعدة في تكوين الهيموغلوبين.

- المساعدة في تجلّط الدم.

البوتاسيوم

يفقد الجسم يومياً حوالى 1600 ملليغرام من البوتاسيوم التي يمكن تعويضها بتناول سمك البحر أو التمر (كل 100 غرام من التمر تحتوي على 760 ملليغراماً من البوتاسيوم)، وننصح بتناول المزيد من البوتاسيوم كلما تقدّم العمر.

أهميته:

- عنصر أساسي للحفاظ على سلامة الجسم.

- مسؤول عن النمو الطبيعي لجسم الإنسان.

- يساعد خلايا الجسم وأنسجته على الاحتفاظ برطوبتها لذلك فهو ضروري للأنسجة الرطبة.

- يقوم بوظائف حيوية داخل خلايا الجسم.

- وجود البوتاسيوم بكميات كافية داخل الخلية يعمل على سحب الرطوبة من جسم البكتيريا التي تهاجمها فتقتلها ويتوقّف المرض، ويقضي على الفطريات والميكروبات الدقيقة المدمّرة للجسم.

- يساعد الجسم على تعويض الأنسجة التالفة.

- له تأثير مباشر على عضلات الأمعاء وينشّطها وينبّه حركتها.

- يساعد على التفكير بوضوح وإرسال الأوكسيجين الى المخ.

- يساعد الجسم على التخلّص من فضلاته.

- يؤدي دوراً مهماً في تنظيم ضغط الدم.

- يساعد على التئام الجروح وشفائها.

أضراره:

يؤدي النقص في البوتاسيوم إلى أضرار عدة أبرزها:

- نمو غير طبيعي يترتب عليه قصر في القامة.

- نخر واضح بالأسنان.

- تساقط في الشعر.

- تكسّر الأظفار.

- عدم القدرة على تعويض الأنسجة التالفة وبطء في شفاء الجروح والكدمات.

- تعرّض الجلد للحكة والحساسية.

- ظهور دمامل صغيرة على الجلد.

- ظهور مسامير القدم (الكالو) بسهولة.

- التعرّض للإصابة بالزكام وحساسية تجاه البرد والتعرض لبرودة اليدين والقدمين بكثرة.

- التعرض للإصابة بالأمراض.

- التعرض لفقد الشهية والشعور بالغثيان والقيء.

- التعرض للإصابة بالإمساك.

- التعرض للإصابة بتشنجات في عضلات الجسم، خصوصاً عضلات الساق وخلال الليل.

- التعرض للاصابة بارتعاش الرموش وزاوية الفم.

- التعرض للإرهاق الفكري والعصبي.

- صعوبة النوم المريح في الليل.

- صعوبة في الشعور بالراحة والاسترخاء.

- ضعف الذاكرة ونقص النشاط الفكري وصعوبة في اتخاذ القرارات.

- توقف الحمل لدى بعض النساء اللاتي حملن سابقاً.

- انخفاض في ضغط الدم.

- خفقان سريع وغير منتظم لنبضات القلب.

- ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم.

- كثرة الشعور بالإحباط وسريعاً.

الكالسيوم

أهميته:

- الكالسيوم ضروري لبناء الأنسجة الصلبة في الجسم كالعظام والأسنان والأظفار والشعر.

- يقي الجسم من مشاكل العظام (يحتاج الإنسان منه 400 إلى 800 ملليغرام يومياً).

- يحافظ على مستوى ضغط الدم الانبساطي الطبيعي.

أضراره:

- عدم نمو الطفل بصورة سليمة.

- يؤدي الى مرض الكساح لدى الأطفال ولين العظام لدى الكبار.

- التعرّض لنخر العظام.

- سهولة تقصّف الأظفار وتكسّرها.

- زيادة تساقط الشعر.

علاقة البوتاسيوم بالكالسيوم

يدخل الكالسيوم الى الجسم عن طريق شرب الماء الغني به وتناول الطعام الغني به أيضاً. وينتقل الكالسيوم الى سوائل الدم والى سوائل اللمف المحيط بخلايا الجسم وبين جدرانها وهذه السوائل يكون تفاعلها الفيزيولوجي الطبيعي ضعيف القلوية، وإذا زادت قلويّتها (ويستدل على ذلك عندما يكون بول الإنسان قلوياً) يترسّب الكالسيوم في الأنسجة وعلى مفاصل الجسم ويؤدي الى ظهور الأعراض التالية:

- صعوبة القيام والجلوس.

- صعوبة الحركة بشكل جيد.

- التهاب مناطق الجسم كافة وتيبّسها.

- تضخّم المفاصل والركب.

علاج التيبّس والتهاب المفاصل

- وضع عشر ملاعق صغيرة من خل التفاح في كأس يحتوي على ماء وشربها مع كل وجبة لمدة شهر. فالوسط الحمضي لخل التفاح يعمل على تحويل قلوية الدم الى حمضية وإذابة الكالسيوم المترسّب. أما البوتاسيوم الموجود في خل التفاح فيتحكّم في استفادة الجسم من الكالسيوم الموجود فيه.

- إذا فشل العظم المكسور في الالتحام مجدداً، يجب شرب خل التفاح بعد كل وجبة وإشباع الدم به، إذ يعمل الحمض الطبيعي والبوتاسيوم الموجودان في الخل على إذابة الكالسيوم المترسّب وإعادته الى سائل الدم مجدداً.

الصوديوم

دم الإنسان في حالته الطبيعية العادية يكون ضعيف القلوية، لكنه يتحوّل الى الحمضية نتيجة لعوامل عدة:

- عندما يستخدم الإنسان عضلاته في العمل أو اللعب أو بذل مجهود.

- أثناء النشاط الحيوي للخلايا، ينتج حمض اللبنيك والكربونيك والفوسفوريك والكبريتيك.

- نتيجة نشاط خلايا الجسم عند حرقها ما يتناوله الإنسان من طعام.

أهمية الصوديوم الموجود في الطعام:

- يدخل في إنتاج حمض الهيدروكلوريك الذي يشكّل جزءاً أساسياً من عصارة المعدة ويساعد على هضم المواد البروتينية في الجسم.

- الصوديوم الموجود في الدم يقوم بتحييد زيادة الحمض الناتجة من العوامل السابقة ويحافظ على التفاعل القلوي الضعيف العادي في الدم.

- يعمل على اتزان الماء في الجسم.

يحتاج الشخص البالغ الى حوالى 10 غرامات يومياً من البوتاسيوم، وهي كمية قليلة قد يفقدها الجسم بالإفرازات العرقية نتيجة للمجهود البدني لمدة ثلاث ساعات أو النشاط الرياضي تحت أشعة الشمس، لذلك يجب تعويض السوائل والأملاح المفقودة سريعاً بعد المجهود.

العلاقة بين البوتاسيوم والصوديوم:

- كلّ من البوتاسيوم والصوديوم قادر على جذب السائل نحوه.

- البوتاسيوم موجود داخل خلايا الجسم (نسبة السائل تمثل 50% من وزن الجسم) وهو المسؤول عن جذب السائل داخل خلية.

- الصوديوم موجود خارج خلايا الجسم (نسبة السائل تمثل 15% من وزن الجسم) وهو المسؤول عن جذب السائل خارج كل خلية.

- على مدى الحياة تستمر المنافسة بينهما.

- عندما يكون البوتاسيوم هو الغالب، ينتقل السائل من خارج الخلايا الى داخلها.

- عندما يكون الصوديوم هو الغالب، ينتقل السائل من داخل الخلايا الى خارجها.

- إذا زادت كمية ما يتناوله الإنسان من ملح الطعام، ازداد معه فقدان البوتاسيوم من داخل الجسم وتكون النتيجة فقدان الجسم للبوتاسيوم وهو العنصر الضروري الوحيد الذي يجعل الجهاز العصبي يعمل بصورة سليمة.

- البوتاسيوم هو الذي يحدث التوازن مع الصوديوم داخل الجسم، لذلك يجب الحفاظ على التوازن بين البوتاسيوم والصوديوم.

back to top