سؤال الشعرية 1-2
![زاهر الغافري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1462211981272872400/1462211991000/1280x960.jpg)
هناك وفرة من المعلومات والاستشهادات قديمة كانت أو حديثة ومساءلة بعض المفاهيم الشعرية والنقدية التي تدُوولَت، كمسلمات جاهزة، بغية النفاذ إلى ما هو منسي ومكبوت وغير مفكر فيه. إن النصوص التي تندرج في سياق «التقليدية» والتي وجدت نموذجها في الشعر العربي القديم ترتكز، كما يرى بنيس، على مبادئ ثلاثة هي: الصوت، وأسبقية المعنى، والرؤية المتعالية للغة. ويشمل القسم الثاني متن الرومانسية العربية كما تجلت ممارستها النصّية عند جبران خليل جبران والشابي وآخرين. هذا المتن الذي دخل في صراع مع التقليدية مستفيداً من تجارب الرومانسية الأوربية والأميركية. القسم الثالث يتعلق بتجربة الشعر العربي المعاصر بتعدده واختلاف فضائه، من حيث اللغة ورؤية العالم. أما القسم الأخير فيتركز على صياغة تصورات نظرية موسعة لمساءلة الحداثة. وبنيس في هذا الخصوص له أكثر من دراسة حول الشعرية العربية والمقاربات التي اجترحها لمحاورة الشعر العربي منها كتابه «حداثة السؤال»، وهذه المقاربات في ظني تتقاطع مع الطروحات النظرية التي أوجدها أدونيس في مختلف كتبه.تحت عنوان «نحو شعرية عربية مفتوحة» يؤكد الباحث أن «الشعرية العربية المفتوحة، ستكون بحثاً متجدداً، مغامرة تقف باستمرار على حدود الخطر ولن تكون إمساكاً بنظام ثابت ولا زمني يقدم نفسه خارج التصور النقدي للنظرية. لذلك فإنها ستعيد بناء ذاتها من خلال القراءة النصية وما تطرحه هذه النصوص القديمة والحديثة من مآزق نظرية هي وحدها الكفيلة باستبصار إمكانيات إعادة البناء».