يوم الجمعة الماضي قابلت الأخ العزيز والمذيع المتألق عبدالله بوفتين في غبقة التحالف الوطني لطلبة الكويت، فتبادلنا حديثا قصيرا بعد السلام والسؤال عن الأحوال، فعلق على مقالاتي السابقة في الجريدة بـ"مبين قلبك متروس"، و"تفاءل بالمقالات" فرددت بـ"إن شاء الله"، ومنذ ذلك الوقت إلى لحظة كتابة المقال، وأنا أحاول أن أبحث عن مقال متفائل.

Ad

فأصبحت أقلب الصحف يوميا، وأبحث في المواضيع لعلي أجد شيئا يبعث على التفاؤل من كل نواحيه أستطيع الكتابة عنه، ولكن آسف عبدالله فالأخبار اليومية في الصحف مليئة بالتشاؤم.

فهنا اجتماع لبحث الحالة الاقتصادية المتردية, وهناك خبر عن احتلال منتخبنا للناشئين المركز الأخير ببطولة الخليج، وسجناء سجن الإبعاد يقومون بإضراب وتهديد بالانتحار لحبسهم دون محاكمة ودون تهم محددة، واتحاد غير شرعي لا تعترف به الحكومة يفعل ما يريد وقت ما يريد، وترتيب الكويت على جميع الصعد في تراجع في الحريات والرياضة والاقتصاد، وإغلاق مدرسة أم عمارة في الأحمدي لتهالك المبنى، والدورة المستندية في الكويت تتعدى السنة، والجامعة الحكومية الوحيدة لا تستطيع استيعاب جميع الطلبة، ومازالت قوى التخلف والرجعية تصر على قانون منع الاختلاط.

وعندما أبتعد عن الصحف وأنظر يمينا وشمالا من الحالات التي يعيشها الفرد يوميا، أسمع ذلك التعليق اليومي بين أغلب الكويتيين الذي يعلمنا أين وصلنا في الكويت "الله ودوامك... تبصم وتشرب شاي وتمشي"، وأرى أوراق نتائج الفرعيات توزع بلا خجل في جامعة الكويت بأن القبيلة الفلانية مع القائمة الفلانية أو انشقت من القائمة العلانية.

وأرى نشرات تتوزع بأن الطالبة غير المحجبة ستدخل النار, وأخيرا أرى تصريحات بأن حالات السرطان في الكويت 1500 حالة سرطان جديدة سنويا، وأن التلوث الذي نعانيه خطير جدا، ولا أحد يحرك ساكنا.

إن التشاؤم شئنا أم أبينا مسيطر علينا، وإن التفاؤل في ظل هذه المعطيات عبارة غير واقعية، نعم نحن متشائمون وليس لدينا ثقة لا بحكومة ضعيفة ولا بنواب لا يبحثون إلا عن مصلحتهم ولا بهيئات ومؤسسات يعين فيها أصغر منصب إلى أكبر منصب عن طريق "الواسطة" والمحسوبية، لكن هذا لا يعني تخلينا عن دورنا وواجبنا بالتغيير.

أعتذر مرة أخرى عبدالله، فالتشاؤم هو السائد، لكننا لن نيأس وما نكتبه من تشاؤم إلا لمحاولة قرع جرس الإنذار لعل عن طريقها يكون التغيير.