من الأمور التي يحتاجها كل إنسان في حياته الشخصية والعملية وجود "قدوة صالحة" له، ونحن كمسلمين لدينا أفضل قدوة نقتدي بها ونجعلها نبراسا نهتدي به، ولا شك أن نبينا محمد- عليه أفضل الصلاة والتسليم- هو خير قدوة للبشرية جميعا، ونحن كموحدين لله نقتدي به.

Ad

وإذا نظرنا حولنا في هذه الحياة الدنيا نجد أن عدة شخصيات؛ سواء في الماضي أو في الحاضر قد أصبحت مثالا يحتذى ومثلا أعلى لعدد من البشرية، ولكل أمة مثلها الأعلى، فلليهود كما للنصارى قدوتهم ومثلهم الأعلى الذي يسيرون على نهجه ويحتذون به.

فالغريب أننا كمسلمين نمتلك أفضل وأرقى "قدوة حسنة وصالحة" لكن، يا للأسف ليتنا نطبق ولو جزءا يسيرا من تعاليم ديننا الحنيف وسنة نبي الله، إذ يقول الله سبحانه وتعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".

فلو كنا قد طبقنا فقط ما في هذه الآية العظيمة لما أصبحت حالنا هكذا، ولما عشنا هذا الهوان، ولما ابتليت الأمة بالنكبات وأولها سقوط فلسطين بيد اليهود والخضوع لاتفاقية "سايكس بيكو" المشؤومة، وقبلها ضياع الأندلس، وكم تأثرت بالشاعر الأندلسي "أبو البقاء الرندي" وأبياته الشهيرة:

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأيام كما شاهدتها دول

من سره زمن... ساءته أزمان

الآن الأمة تملك كل مقومات التفوق المادية، إلا أن أهم شيء لا يزال مفقودا، وهو التمسك بدين الله وسنة نبيه، ولو نظرنا في شؤون بلدنا الداخلية لوجدنا التهاون في أداء العمل العام، "إلا من رحم ربي"، فالوزير والنائب والموظف الكبير والصغير كلهم يشتكون، والمواطن "هو الضحية"!!

فالوزير يخشى النائب، والنائب يخاف الناخب، والبلد يحتار، والكل أهم ما لديه وجل مخططاته تطبيق المثل الكريه "من صادها عشا عياله"!! فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحتى لو أتى وزير شريف يخاف الله فلا يلبث إلا أن يقدم استقالته إذا رأى الوضع الحقيقي الطارد للكفاءات والعمل الحقيقي، وأعذار الاستقالة كثيرة... لعل أسهلها المرض.

فلا أحد يريد مواجهة الفساد والمفسدين، والكثير يخشى عواقب ذلك!! والضحية هذا البلد الرائع وأهله الطيبون، ثم تترك جل المسؤوليات العامة لأناس ليسوا على مقاسها بل هم أصغر منها بكثير!!

اللهم احفظ بلدنا واحم أرضنا من كل معتدٍ أثيم، وسدد على خطى الخير والسلامة حكامنا، وارزقهم البطانة الصالحة التي تواليهم وتحب البلد وتوقرهم والتي لا تخشى في الله لومة لائم.