إن الحياة ليست مثالية

نشر في 30-07-2011
آخر تحديث 30-07-2011 | 22:01
No Image Caption
 نوال أحمد الصالح       من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء، الشعور بالحزن والأسى على أنفسهم وعلى ما رزقوا من أبناء، معتقدين أن حياتهم مع أبنائهم لابد أن تكون مثالية، والحقيقة التي يجب أن يعقلوها أن الحياة لم ولن تكون مثالية أبدا.

 قال سبحانه وتعالى: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً»، سورة الأنبياء. فكما أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، يكون بهم الابتلاء من الله عز وجل، لأنه ليس من مهمات الحياة أن نجعل كل شيء يتسم بالكمال، وهذا هو التحدي الذي يقف أمامه كل أب وأم تجاه أبنائهم.

إن التسليم بحقيقة أن الحياة ليست مثالية، تجعلنا نتقبل حقيقة أن كل ابن له قدراته وتفكيره وصحته البدنية والعقلية الخاصة به، يتميز بها ويتصرف على أساسها، لذلك فإن هذا التقبل سوف يساعدنا على التعامل مع المشكلات التي تواجهنا في تربية أبنائنا، وفي اتخاذ القرارات الصعبة حول تحديد ما هو مطلوب منهم كل حسب قدراته. وهذا لا يعني أننا يجب ألا نبذل قصارى جهدنا في تحسين مستواهم وقدراتهم بل على العكس يجب أن نقف عليها من قدرات ونعمل على تطويرها للأفضل.

فوقفة احترام لكل والدين لديهما طفل معاق ساعدا على تطوير وتحسين قدراته، ووقفة احترام لكل والدين لديهما طفل عاق صبرا عليه وساعداه على تفهم معنى الحياة. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «من ربى وليدا حتى يقول لا إله الله لم يحاسبه الله». رواه النسائي.

إن كل ما يلزم الآباء نظرة فاحصة وملاحظة شاملة لسلوكيات أبنائهم للوقوف على أسبابها وإدراك مشاعرهم التي قد يخونهم التعبير عنها، أو فهم أفكارهم التي ترجموها على أرض الواقع بسلوكياتهم غير المقبولة، حينها فقط يأتي دور الآباء في مساعدة الأبناء على تخطي مشاكلهم والتغلب على الصعاب التي تواجههم من خلال إيجاد البديل لإحباطاتهم التي يواجهونها يوميا مع حياتهم. فليس كل سلوك غير مقبول من أبنائنا يكون مقصودا، وما كانت التربية إلا لتقويم خطأ السلوك.

ملخص القول:

«إن الشعور بالحزن والشفقة على أنفسنا هو شعور انهزامي لا يقود إلا إلى الشعور بأننا أسوأ حالا مما نحن عليه في الحقيقة». د.رتشارد كارلسون.

back to top