سعادة الرئيس الحُر...
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
سعادة الرئيس الحُر... لأنني أراك حراً من أعباء تسديد فواتير الكرسي ومن تكتيكات التجديد للمنصب، يحق عليك أن تكلل المسيرة التي ستقرر أنت متى نهايتها بأفعال فارقة لمصلحة الأرض التي ناضلت من أجلها، فالمنصب مكان يستقر فيه ويرحل عنه الكثيرون، أما حالة المناضل والأرض والقضية فهي تاريخ لا يمكن استلابه أو استعارته، فما قيمة المناضل إذا ضاع الوطن وفرط في القضية؟ وبقاء الكويت الأرض والكيان قضية لم نخسرها طوال ثلاثة قرون مضت، منذ الغزوات الأولى التي تعرضت لها الكويت وحتى غزوة المقبور صدام حسين، لكننا قد نخسرها في غزو داخلي ناتج عن صراع الطوائف والفئات والمناطق، وأيضا فإن قيمة المناصب للمناضلين والزعماء التاريخيين تأتي من نجاح المناضل تجاه قضيته، ولهذا فإن ونستون تشرشل وديغول اسمان تذكرهما أفعالهما ولا تذكر بهما مناصبهما التي احتلها العشرات من قبلهما وبعدهما، وكذلك الخالد المغفور له الشيخ عبدالله السالم، لذا فإن مسؤوليتك التاريخية يا بوعبدالعزيز أن تعيد ما خرب ودمر من خلال تحالفات ومواجهات السنوات العشر الماضية التي أشعلت أحيانا من أجل قضية وبعضها الآخر من أجل المنصب، كما أن الأغلبية التي شكلت في مجلس 2012 هي نتاج تسويقك لها ودفعك معها لحل البرلمان، ولذلك فإن ترشيد تلك الأغلبية ودفعها للعقلانية وعدم ضرب أساسات الدولة المدنية ستكون هي مسؤوليتك التاريخية، التي لا يمكن أن يتجاوزها أي مؤرخ محترم. وهناك يا سعادة الرئيس استحقاق آخر أخلاقي تجاه أبناء منطقتك... وهو مصالحة أغلبية ناخبي دائرتك الانتخابية عبر أدائك المقبل، حتى لو كنت لن تعود لهم مرة أخرى انتخابياً، فالمركز السابع في قائمة الفائزين في الدائرة الثالثة بعد أكثر من أربعين عاماً من العمل السياسي لا يليق بمناضل بحجم ومكانة السيد أحمد عبدالعزيز السعدون.***أتمنى على الرئيس أحمد السعدون أن يكون أول قراراته هو عودة رجال السلطة الرابعة الصحافيين إلى موقعهم التاريخي منذ افتتاح مبنى مجلس الأمة الحالي عام 1986، وقبله في المبنى القديم على جانب قاعة عبدالله السالم، وعودة كاميرات المحطات الفضائية طوال الجلسة العلنية، كما كان قائماً قبل عام 2006، فبرلمان دون رقابة شعبية وصحافية مستمرة هو سلطة بلا روح ولا معنى... كما نتطلع إلى إزالة كم الحواجز الحديدية الرهيب في ممرات مجلس الأمة التي تحوله إلى شبه معتقل.