كلمة راس: آخر الدواء... الكي

نشر في 21-09-2011
آخر تحديث 21-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 شريدة المعوشرجي اعتراض بعض أعضاء مجلس الأمة على الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة للمجلس التي دعوتُ إليها أنا وكثير غيري من الكتاب والسياسيين، بل وبعض أعضاء مجلس الأمة، أمر لا يحتاج إلى تفسير، فهم أصحاب مصلحة ويهمهم البقاء على الكراسي الخضراء، لكن المصلحة العامة للكويت أولى وأعلى، فبقاء المجلس في هذه الظروف خطر كبير على الدولة وعلى المسيرة البرلمانية فيها، فأعضاء المجلس أصبحوا محل شك في أعين المواطنين، وفسادهم السياسي والمالي أصبح شبه يقين في نفوس ناخبيهم، وأظن أن الجميع الآن مستعدون لضرب الحكومة بالحق والباطل، سعياً لتبييض ملفاتهم والنأي بأنفسهم عن مواضع الشبهة والتنفع.

التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هو الأصل، فإذا انعدم التعاون، وحل التنافر والتخاصم محله فإن العملية السياسية في البلد ستتوقف وتبدأ الأمور في التأزم، مما قد يدفع البلاد إلى مصير مجهول لا يعلم مداه إلا الله، وهذا كله يدفعنا إلى الحل الوحيد القادر على انتشال البلاد من الوقوع في الهاوية، وهو الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة والاحتكام إلى إرادة الشعب، وإعطاء الفرصة الكاملة لاختيار الحكومة على ضوء كلمة الشعب واختياراته.

إن الوضع المهلهَل لمجلس الأمة في هذه الظروف يحرم الدولة من القدرة على مواجهة التحديات الداخلية المتمثلة في التهديد بالإضرابات والاعتصامات التي إن استمرت فستعطل مصالح الناس والدولة، والتحديات الخارجية المتمثلة في التهديدات العراقية والتدخلات الإيرانية، وهكذا فإن المجلس الحالي بتركيبته لن يستطيع أن يحمل هموم الناس، ولن يستطيع مواجهة التحديات التي تمر بها الدولة والمنطقة.

إن التأخر في اتخاذ القرار الحاسم لمواجهة الأزمة يدفع غيرها إلى الظهور ويصعّب عملية الإصلاح ويُفوِّت الفرص المتاحة لتدارك الأمر، وكل يوم يمر دون قرار يعني ولادة أزمة جديدة، وظرف أصعب، وبالتالي فإن الحزم مطلوب والتسويف مرفوض، والاستماع لأصحاب المصالح من الذين سيتضررون من الحل أمر سيكون على حساب المصلحة العامة للكويت.

***

الفساد المالي للسياسيين ليس هو القذارة الوحيدة، بل إن الفساد السياسي المتمثل في تقديم المصلحة الحزبية أو الطائفية أو القبلية على مصلحة الوطن هو أكثر قذارة وأشد وطأة على الوطن وأكبر تأثيراً، لذلك وجب على المواطن أن ينبش الملفات ويقلب الصفحات، ويختبر المواقف، ويمتحن النواب، فيكون حكمه على بصيرة ونور، فالوطن بحاجة إلى الشرفاء الذين يحملون همه إلى قاعة عبدالله السالم، ويسعون في خدمته وإعلاء شأنه وإلا «فلا طبنا ولا غدا الشر».

back to top