خمدت نيران الانتخابات وفاز من فاز وخسر من خسر، إلا أنه لا يعني أن من فاز بالكرسي الأخضر هو أهل له، وليس من خسر الجلوس عليه لا يستحقه، إنما هذه الانتخابات عبارة عن معترك وموضع يعرض فيه كل بضاعته سواء كانت نافعة أو ضارة، ويبقى على المشتري أن يختار.
فمن الناس من لا يملك الفكر العالي والرؤية الطموحة، بل يغوص في أوحال متع الدنيا التي ترديه للهلاك، ويزهد في صوته بحيث يعطيه لرخيص البشر ورديء الفكر ووضيع الاعتقاد والدين، فما المرء إلا قيمه واعتقاداته السليمة ودينه وخلقه، فإن ضيع صوته برخيص السلع باع نفسه وارتضى لها المهانة، وفي نفس الوقت ضيع الأمانة.نعود إلى الكرسي الأخضر، ذلك الكرسي الذي عاد يشكل هوساً لكل من أراد أن يستغني بأرخص السبل ودون تعب، فبعض راغبيه يفعل المستحيل للوصول إليه، وعندما يصل نجده فارغا من أي محتوى، فيكون ذلك الكرسي وبالاً عليه، بل إن حقيقته معرفة مكانته وقدره، والمهمة المنوطة به من خلاله، وإنه أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إذا لم يأخذ بحق.فحقيقته مرّة، حيث العدل والمساواة وإعطاء الحقوق ومنع الظلم والتصدي للفساد والباطل ونكران الذات من أجل استدامة الحال، فيضع نصب عينيه تقوى ربه، ولا يدخل إلى جيبه إلا ما يرضي الله والاستقامة على شرعه، والأخذ بيد الظالم وكفه عن ظلمه أيا كان نوع ذلك الظلم، وردع النفوس المريضة المستشرية على مثل هذا الكرسي عن غيها ونتنها الذي جعل البلاد بأسرها تنقلب حالها على عقب لدناءة من يمسك الكرسي مثله، فنبارك لكل من نجح بجدارة ويستحق ذلك الكرسي، ونقول له الله الله بمن جعلك تستحق الكرسي الأخضر.
مقالات
الكرسي الأخضر!!
18-02-2012