منظور آخر: حين نحب الوطن

نشر في 16-10-2011
آخر تحديث 16-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان في نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر تلبس الكويت فستاناً جميلاً، فالأجواء جميلة، والأماكن كلها تحثنا على المشي بين متنزهات بلدنا، وكل شيء يدعونا إلى الأمل، فهل لنا أن نحب الكويت فعليا، ونساهم في نظافتها وعدم المشاركة في تشويهها؟... كم أتمنى ذلك.

حين تهب نسمات من الهواء الجميل في الكويت أشعر بفرحة غامرة، لأنني أراها تلبس حلة جديدة مع كل فصل جديد، فأحب شتاءها وصيفها وربيعها وخريفها مع أني لست متأكدة من وجود الخريف في الكويت، ولكني أراه اجتاح نفوسنا.

حين نتمشى على البحر تصاب كل حواسنا بعد فترة بسيطة بالانزعاج، فبحرنا ملوث، إذ أشم فيه رائحة كريهة لم أشمها في أي من البلدان التي زرتها، ومهما بلغ فقرها لم أجد في بحرها هذه الرائحة الكريهة أو أكوام القمامة المتوسدة شواطئنا.

هناك من لا يتعامل مع الوطن الذي يعيش فيه أو حتى يزوره معاملة تليق به... هكذا هي الكويت، تبدو كأنثى جميلة صالحة وقعت بأيدي أناس استغلوها وسرقوا جمالها وأموالها، محاولين تشويه وجهها الجميل بعد ذلك. كلنا نحب الكويت ونفتخر بأننا كويتيون ولكننا نسيء معاملة هذا الحب، فنلوث بحرها غير مكترثين بسلامته، وغياب الضمير لدى البعض أدى إلى موت إحساسهم حتى بالذنب، فتجدهم يلقون بالمناديل الورقية وزجاجات الماء والسجائر من سياراتهم وفي عرض الشارع دون أدنى احترام لمرتاديه سواء من المشاة أو غيرهم، هكذا وصلت الأنانية إلى عدم الاهتمام بتشويه شوارع بلدنا، ولكن الأهم أن تظل السيارة نظيفة!

هكذا نحن مع كل أسف نحترم قوانين كل بلد في حين لا نحترم نظافة بلدنا، والضمير تعرض لحالة إغماءة من قبل المواطن والمقيم، فالكل تعلم كيف يشوه هذا الوطن بطريقته، حتى بات رب الأسرة نفسه يقوم بهذه الممارسات أمام أبنائه، فكان لهم قدوة سيئة في عدم احترام نظافة البلد. البعض يتغنى بحب الكويت وهو يسرقها، وهناك من يطالب بمحاربة الفساد وهو نفسه مشارك في جزء منه، وبعضنا ينظر إلى من يسرق أكثر على أنه القدوة الأمثل، إلى أن نسي هؤلاء وهؤلاء بالتدريج كيف يحبون الوطن، وكيف يعلمون حبه لأبنائهم.

في نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر تلبس الكويت فستاناً جميلاً، فالأجواء جميلة، والأماكن كلها تحثنا على المشي بين متنزهات بلدنا، وكل شيء يدعونا إلى الأمل، فهل لنا أن نحب الكويت فعليا، ونساهم في نظافتها وعدم المشاركة في تشويهها؟... كم أتمنى ذلك.

"قفلة":

كثرت في الآونة الأخيرة السرقات الأدبية من الروايات العالمية من قبل الكتاب العرب، ولست أعرف إن كان هذا استهزاء بنا كقراء لكتبهم أم أنه محاولة للوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة من خلال الكتابة؟... في كلا الحالتين أتمنى لو تخف السرقات من حولنا حتى لا يتم تسويق السرقة كفعل عادي بعد حين.

back to top