كيف نحل قضية البدون؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
كل هذه الشائعات، التي تم إطلاق بعضها علناً من مسؤولين أمنيين، هي للهروب من مواجهة المشكلة الحقيقية، وهي أن من حرك البدون أو حرضهم هو معاناتهم، ومعاناتهم فقط.إن كانت الحكومة جادة في استقرار البلاد والحفاظ على أمنها فإن عليها أولاً أن تتوقف فوراً عن الاستخدام المفرط للقوة غير المبرر أصلاً. لدينا الآن كم كبير من الشهادات التي تدين قوات الأمن، وهو ما لم نكن نتمنى حدوثه.السؤال الآن هل تريد الحكومة أن تحل مشكلة البدون أم أنها تريد تعقيدها والإضرار من خلالها بأمن واستقرار البلد؟الطريق إلى الحل يتضمن عدة خطوات بعضها عاجل وبعضها على المدى المتوسط والبعيد، وهي: - الإفراج عن المعتقلين فوراً ودون تأخير، وإسقاط القضايا عن متظاهري فبراير الماضي.- إصدار هويات مدنية يستطيع من خلالها البدون إنهاء وتسيير شؤون حياتهم بكرامة ودون إذلال.- إنهاء مشكلة الجوازات المزورة التي سبق لأجهزة الوزارة أن تواطأت فيها وشجعت البدون على الحصول عليها.- الانتهاء فوراً ودون تأخير من موضوع القيود الأمنية التي ابتدعتها لجنة البدون سابقاً خاصة أن غالبية تلك القيود ليست أمنية إطلاقاً.- تجنيس المستحقين دون إبطاء لأن إبقاء إنسان مستحق للجنسية طوال هذه المدة ظلم ما بعده ظلم.- إصدار قانون الحقوق المدنية كقانون ضرورة بأسرع وقت ممكن.هذه خطوات ومعالم طريق واضحة ستسهم بشكل نهائي في إيجاد حل يكفل كرامة الإنسان، ويحفظ أمن البلاد، فهل هناك في قمة الهرم السياسي من هو حريص على أمن البلاد؟ الإجابة هي لا أدري، ومن قال لا أدري فقد أفتى ولا حول ولا قوة إلا بالله.