سعادة النائب... أنت تمثلني

نشر في 06-03-2012
آخر تحديث 06-03-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي في صبيحة الثاني من شهر فبراير الجاري شهد هذا البلد العزيز عيداً من أعياد العزة والفخر هبّ فيه الشعب، شيبه وشبابه رجاله ونساؤه للمشاركة في مظهر من مظاهر الحضارة والرقي وأسلوب حياة حكم تميز به هذا الوطن العزيز الصغير بحجمه الكبير في تفكيره، العميق بعطائه، عرساً ديمقراطياً أبهر العالم فوقف احتراماً وتقديرا له.

والآن، وبعد أن قال الشعب كلمته التي يجب أن يحترمها الجميع نقول لسعادة النائب إنك الآن قد أصبحت ممثلاً للشعب الكويتي بأسره، فلم تعد تمثل طائفة أو منطقة، قبيلة أو كتلة، فيجب أن يكون طرحك من أجل الوطن والشعب بأسره بعيداً عن العنصرية البغيضة ومتجاوزاً الشعارات الانتخابية، فالصراخ والجدل العقيم والتخوين لن يبني وطناً، بل ستكون معاول هدم لهذا البلد الجميل، ونربأ بكم أن تكونوا كذلك، فأنتم رجال الكويت ممن اختاره الشعب لتمثيله أياً كانت مشاربكم، فكونوا عند حسن الظن بكم.

سعادة النائب... إنها رسالة حب وتقدير من مواطن عاش لهذا الوطن وارتبط مع أغلبكم بصداقة أو معرفة طيبة أعتز وأفخر بها، وقد حملت عشق هذا الوطن من أقصى الأرض إلى أقصاها، فلم أجد نظاماً يماثل نظامنا في تقارب الحاكم والمحكوم وتواد شعبه وارتباطهم في نسيج اجتماعي رائع، إننا على يقين بأن ما دفعكم لحمل شرف الأمانة لتمثيل الشعب هو رغبتكم فى خدمة هذا الوطن وأهله، فنتمنى عليكم الابتعاد عن اتخاذ أي مواقف سياسية تدخل البلاد طرفاً في نزاع يكون له انعكاسات سلبية مع جل احترامنا وتقديرنا لما يتعرض له إخوان لنا في بعض البلاد العربية، ولكن للكويت الأولوية على ما عداها.

نتمنى الابتعاد عن الاجتماعات الفئوية أو التكتلات والتحالفات، فمستقبل الوطن وتطوره لا يتم إقراره ووضع خططه في جواخير أو ديوانية أو مخيم، بل يجب أن يوضع تحت الشمس وأمام أنظار الشعب الذي حملكم الأمانة. وكم كانت رائعة الجلسة الافتتاحية للدور التشريعي الحالي والمعاني الكبيرة التي حملتها كلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، والتي يجب أن تكون برنامج عمل للقادم من الأيام، كم كانت رائعة طريقة وأسلوب اختيار رئيس المجلس العم الفاضل أحمد السعدون، وكم كان رائعاً سعادة الأخ محمد الصقر الذي تحلى بروح رياضية عالية وأشاد بكلمات مديح للعم الفاضل "أبو عبدالعزيز" يستحقها، وجال في خاطري في تلك اللحظة تلك الأيام الصعبة التي عاشتها البلاد في ظل احتلال غاشم من جار لم يراع حق الجوار، تذكرت تلك الندوة التي أقمناها في مدينة الجزائر العاصمة، وكان المتحدث الرئيس فيها أحمد السعدون الذي كان يرأس الوفد الشعبي الذي زار الجزائر، وكنت وقتها سفيراً لبلدي هناك، ولعل النقطة الأساسية التي ركز عليها السعدون في ذلك الوقت هي ارتباط الحاكم بالمحكوم بعهد وميثاق استمر لأكثر من ثلاثة قرون من الزمن، فمهما كان اختلافنا فإن حب الكويت والولاء لها يجمعنا دائماً، وتذكرت في تلك اللحظة مقالاً سبق أن كتبته في هذه الجريدة الغراء قبل الانتخابات بعنوان "هذا والله أعلم" جاء فيه: "أما التكتل الشعبي فسيكون سيد الموقف متوجاً بانتصاراته التي حققها من خلال الحشود الشبابية وكسب الشارع واستغلاله للكتل والتجمعات الإسلامية التي دعمت تلك التجمعات، وسيفرض هذا التكتل الهدوء في ظل ما يشاع عن صفقة مع الحكومة لإيصال العم الفاضل لسدة رئاسة المجلس".

ويبقى السؤال الكبير، إلى متى سيستمر هذا التحالف بين "الشعبي" و"حدس" و"السلف" في ظل مصالح متعارضة؟ فـ"الشعبي" لا يرضى بغير القيادة، ولم يكن في يوم من الأيام تابعاً لأي تنظيم، أما "حدس" و"السلف" فلكل منهما أجندة خاصة يسعى إلى تطبيقها، ويسعى إلى ذلك حتى لو اضطر للتخلي عن حلفائه، وبالنسبة إلى الحكومة فإما أن تكون الضلع الرابع في هذا التحالف المقدس وإما أنها ستسعى إلى تفجيره من الداخل باستخدام "ييم دسم" من المصالح أو تحرك سياسي متقن يؤدي إلى تفتيت كتلة المعارضة إلى أقليات يسهل ابتلاعها أو تجاوزها. ما علينا إلا الانتظار... فالأيام حبلى بالأحداث. حفظ الله الكويت وقياداتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top