اختلاف... وسلاح!
![عماد العلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1486980547838033200/1486980547000/1280x960.jpg)
أجبته على مضض دون اقتناع مني بأنها حالات فردية لا يمكن تعميمها، إلا أن الحقيقة هي تخوفي من مستقبلنا بعد أن ناقشت سؤاله مع نفسي حول مظاهر التكفير والتخوين والتشكيك وهدر الدم وغيرها من تصرفات نواجهها حال اختلافنا دينيا أو فكريا مع أحدهم. هذا النقاش العميق والعقيم، قذفني على نافذة صراع آخر حول ما إذا كنت أؤيد تدخل السلطة إذا ما وصلت اختلافاتنا إلى مرحلة تكسير العظام التي نعيش مراحلها الابتدائية «القولية» هذه الأيام، لكني عدت برشدي إلى أرض الواقع ليقيني أن أي سلطة كانت لن تتدخل لمصلحة المنفعة العامة، ولن تحول أي مساوئ للاختلاف إلا إلى نقاش من مسار واحد بين الأطراف يكون مصبوبا في مصلحتها بلا شك.نحتاج اليوم إلى تأصيل قيم الاختلاف، ولعل أهمها احترام وجهات النظر المتباينة ضمن قاعدة «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، مع تأكيد وتعزيز فكرة أن «اختلافاتنا لم تنشأ في دواخلنا إلا اعتقادا منا أنها تصب في مصلحة الوطن»، وهذه الاختلافات والتباينات ستصل بنا إلى شاطئ الأمان الذي سنجد فيه الرأي الأمثل لأي مشكلة تواجهنا.لست أخاف اليوم إلا من تحول مجتمعنا إلى مجتمع لبناني آخر، هذا المجتمع الذي كان مضرب الأمثال في تنوع المشارب والاختلافات قبل أن تتحول تبايناتهم إلى اختلافات ترتبط بالتشكيك والتخوين وأحيانا عدة بالسلاح!