مكالمة... ودعوة

نشر في 04-01-2012
آخر تحديث 04-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي قمنا في الأسبوع الماضي بتوجيه رسالة من مواطن إلى رئيس مجلس الوزراء, سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح- حفظه الله- تضمنت تمنيات مواطن بأن يرى الكويت، وقد عادت لتحتل مكان الصدارة في التطور والازدهار في كل مجالات الحياة.

وكم كان سروري كبيرا عندما تلقيت مكالمة كريمة من الشيخ فهد جابر المبارك الصباح وكيل ديوان رئيس الوزراء، حيث أبلغني شكر وتقدير رئيس مجلس الوزراء على ما جاء في المقال من صدق الأماني والتمنيات، ونقل لتطلعات المواطن تجاه وطنه.

كانت مكالمة فيها الكثير من الود والتقدير مع ما تعبر عنه من متابعة سموه لشؤون وشجون الوطن والمواطنين، ورغبة في مواصلة "الليل بالنهار"، ومن أجل إخراج البلاد من الأوضاع التي تمر بها.

ولقد كانت باكورة هذا العهد من سموه إقرار مجلس الوزراء لمشروع توسعة محطة الصليبية لمعالجة المياه، هذا المشروع الحيوي الذي كان يراوح مكانه لعدد من السنين والذي سيؤدي، بالضرورة بعد إقراره، إلى زيادة كمية المياه المعالجة بمقدار يتراوح ما بين 40% و60% من الكمية الحالية، والتي سيتم تحويلها إلى منطقتي الوفرة والعبدلي اللتين نتمنى أن نراهما وقد غدتا تنافسان الريف الإنكليزي أو الفرنسي، كما يمكن استغلال تلك الكميات من المياه بإنشاء بحيرات صناعية بين المناطق السكنية تكون متنفسا للسكان، وهنا في اعتقادي يأتي دور المحافظين والمختاريات في طرح مثل هذه الأفكار لمناطقهم.

كل الشكر والتقدير للشيخ فهد جابر المبارك الصباح على مكالمته الراقية، والتي تنمّ عن الود والتقدير؛ مع دعائنا لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بأن يجعل الله النجاح والتوفيق معقوداً بركابه.

أما الدعوة فكانت من الأخ الكريم عبدالعزيز الفهيد سفير دولة قطر الشقيقة في البلاد، فالأخ عبدالعزيز صديق قديم، حيث عملنا في بداية حياتنا الدبلوماسية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بدرجة ملحق دبلوماسي، وكان تجمعنا دائما في ديوانية القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات في بداية نشأة هذه الدولة الفتية.

دارت الأيام ودفعت بنا أمواج الحياة في كل اتجاه لسنوات عديدة حتى عادت السفينة لترسو أخيرا على شواطئ الكويت الغالية، وكان الحفل فيه الكثير من الحب والمودة للبلد الشقيق من الكويت وأهلها الذين غص بهم المكان، وقد أبدى الجميع إعجابه بهذا البلد الصغير في مساحته الكبير في عطائه.

فقد غدا نجما في سماء السياسة، والاقتصاد والبناء، وبشكل خاص في الإعلام من خلال قناة "الجزيرة" التي إن اختلفنا معها من حيث النهج والتوجه إلا أن الجميع يتفق على أنها القناة التي اخترقت حاجز الصوت الذي كان يغذي أفكارنا ويسيطر على أذهاننا ومشاعرنا بالإعلام الموجه من خلال محطات مرسومة التوجيه، فمن "صوت العرب" كان صوت أحمد سعيد يهدر "بالصواريخ" التي ستزيل إسرائيل حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من أن نتناول الفطور في يافا، والغداء في تل أبيب، أما العشاء فسيكون على صوت أمواج شواطئ حيفا.

وما كدنا نصحو من ذلك الحلم حتى وجدنا جنود الاحتلال الإسرائيلي يستحمون في مياه قناة السويس، ونصب خيامهم على مرتفعات الجولان وتأدية صلاتهم في رحاب القدس الشريف.

أما السيد محمد عروق فكان يرصد الأكاذيب التي تصدر من لندن وباريس وتل أبيب بينما الحقائق حسب تأكيده فكان مصدرها القاهرة ودمشق وبغداد، وكم كان قاسيا عندما اكتشفنا أن العكس هو الصحيح، أما فيلسوف السياسة ومخطط هيكلها فكان يكتب صراحته على الرمال الناعمة، وينسج إمبراطوريته من خيوط العنكبوت.

في تلك الحقبة من تاريخ الإعلام الموجه بدأت قناة "الجزيرة" ثم تلتها قناة "العربية" ثم القنوات الخاصة، وبرز الإعلام الكويتي بكل أطيافه ليسيطر على الساحة ويكسر ذلك الحاجز ويمزق ذلك الستر من التضليل.

كل الشكر والتقدير للأخ الفاضل السفير عبدالعزيز الفهيد الذي نعتز بصداقته نظرا لما يتميز به من دماثة الخلق وطيب المعشر، ودعاؤنا من القلب "لدولة قطر" الشقيقة والعزيزة على قلوبنا بالمزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتها وشعبها الغالي.

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

back to top