قبل أيام أسدل الستار على فترة مهمة في حياتي، تعلمت منها الكثير, وخضت فيها الكثير من التجارب التي كان لها فضل كبير في صقل وتكوين ما أنا عليه الآن, وهي حياتي الجامعية التي تخللتها خمس سنوات دراسية وستة انتخابات جامعية من خلال قائمة الوسط الديمقراطي, وأصبحت الآن مراقبا للوضع الجامعي بعدما كنت عنصرا فيه. كلما جثم اليأس على صدري, واسودت الأحداث في عيني نظير ما أراه على الساحة السياسية في الكويت، وانتشار الأمراض الاجتماعية مثل الطائفية والقبلية شخصت ببصري إلى داخل أسوار جامعة الكويت لأرى تلك المدرسة التي رفعت شعار "ضد كل أشكال التعصب والتمييز" مؤمنة بدستور دولة الكويت، ومؤمنة بأن غير ذلك هو من سيرمينا إلى مستنقع لا نعلم عمقه ولا كيفية الخروج منه، ليعود لي الأمل مجددا.

Ad

كلما شعرت بالتشاؤم التفت لأرى شبابا وشابات مخلصين للوطن آمنوا أنهم هم صمام الأمان لبلدنا الغالي، فنبذوا التعصب فيما بينهم، ورفضوا الطائفية, ليقفوا صفا واحدا على اختلاف أطيافهم ومشاربهم وبيئاتهم الاجتماعية, سنة وشيعة حضرا وبدوا ذكورا وإناثا, ليصرخوا رغم كل المآسي والمصاعب التي يواجهونها داخل جامعة الكويت وخارجها من انتخابات فرعية وتقسيمات طائفية، فنحن الكويت، والكويت نحن، ليعود لي التفاؤل مجددا.

"إننا الضحكة في فم الزمن، والمعطون من غير ثمن"، كلمة يرددها شباب وشابات قائمة الوسط الديمقراطي طوال السنة، وهم يعملون ويجتهدون حاملين ابتسامة على وجوههم وشعلة أمل في أيديهم في وجه ظلام من يريد السوء بهذا الوطن، عاملين وعالمين بمقولة "إن ظلام العالم كله لا يستطيع إطفاء نور شمعة"، فما بالكم بشعلة؟!

سيأتي يوم من الأيام فيه يتم تحقيق أعز الأماني، فهي صرخة أمل, وهي ابتسامة تفاؤل, وهي إيمان مواطن, بوجه "الفضايح المليونية" والآراء التي تفيد أن الكويت ستنتهي في غضون 10 أو20 عاما, وهي ماض، وهي حاضر، وهي مستقبل مشرق, وسيف مصلت على رقاب وأيادي المرتشين والسارقين والطائفيين والقبليين الذين يعتقدون أن الكويت بلد مؤقت، وأن الوقت الآن هو لأخذ أكبر قطعة من الكعكة قبل أن تنتهي. "جيلا فجيلا مستمرون لنهدي، إن غاب عنكم جيل ولد ثان" مقولة رددناها وأنا مؤمن بها, ومؤمن بأن قائمة الوسط الديمقراطي ستخرج أجيالا كثيرة مثلما خرج من رحمها د. أحمد الربعي وصالح الملا، ود. أسيل العوضي، وغيرهم كثيرون خرجوا وعملوا للوطن ومن أجله وفيه؛ لتنطلق كلمتهم لتكون نقطة نهاية السطر، وطنية دوما وأبدا... شباب وشابات الوسط الديمقراطي، أنتم الأمل وفيكم الأمل.