فتاوى الثورات

نشر في 30-07-2011
آخر تحديث 30-07-2011 | 22:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي      نعيش هذه الأيام حمى الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي، وكانت البداية بثورة «الياسمين» في تونس التي بدأت شرارتها بحرق البوعزيزي لنفسه؛ مما أوجد حالة من الغضب الشعبي الكبير، وكانت المفاجأة لدى المتابعين هي الانتشار السريع لهذه الثورة في جميع مدن «الخضراء»، إلى أن سقط الرئيس بن علي.

   وخلال هذه الثورة المفاجئة لم نسمع أو نقرأ عن فتوى تكفر أو تحرم الخروج على الحاكم رغم كل الجرائم التي ارتكبها نظام بن علي البوليسي ضد الإسلام والإسلاميين، إذ غالى في تمرير المحظورات الشرعية وحارب حجاب المرأة وشجع الإفطار في نهار شهر رمضان المبارك!! وغيرها من سبل إضعاف الدين الإسلامي... الغريب والمفارقة أنه حين وصوله إلى المملكة العربية السعودية طلب أداء العمرة وكأنه تذكر أنه مسلم!!

بعدها كانت ثورة مصر أو ما يسمى ثورة «الفيسبوك» وهي الثورة التي باركها الجيش المصري، وعلى بركاتها استلم الحكم بعد إجبار الرئيس مبارك عن التخلي عن سلطاته!! أيضا خلال هذه الثورة لم نسمع بفتاوى تحرم الخروج على الحاكم إلا ما ندر.

ثم ثورة شعب ليبيا في هذا السياق، وهنا تدخل باستذكائية واضحة ما أذيع في التلفزيون الليبي الرسمي فتاوى للشيخ ربيع المدخلي تحرم الخروج على الحاكم... الله أكبر سبحان مغيّر الأحوال من حال إلى حال؛ من «الكتاب الأخضر» إلى «فتاوى المدخلي».

ونحن في هذا السباق المثير، نعيش وبألم شديد أحداث الثورة في سورية، ولم أسمع إلى الآن إلا بفتوى الشيخ اللحيدان والشيخ الفوزان حفظهما الله التي تجيز بل تشجع الشعب العربي المسلم في سورية على استمرار الثورة.

ولا شك أن الفتوى من أهم أدوات الشرع لتبيين الحقائق أو إثبات حدث غامض أو تيسير للمسلم في مسألة شرعية معينة أو لدرء مفسدة أو لجلب فائدة، ولله الحمد أن ديننا فيه من اليسر ما يدحض العسر.

وفي مسألة الفتاوى في مثل هذه الأحداث الجسام التي تمر على أمتنا الإسلامية فلا شك أننا في حاجة إلى مرجعية موحدة موثوق بها لتبيان أمور الحق، ورصد المخالفات الشرعية لمحاربة من يشجعها ويقوم عليها.

ولا شك أن إدارة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت تقوم بعمل جبار في توضيح أمور وأصول وأركان الدين الإسلامي للسائلين، ويجب أن تكون لها الكلمة الفصل في ذلك.

back to top